لا يجوز عند ذوى العقول ، ولا يسأل العبد عنها يوم القيامة ، وما كلّفنا الله سبحانه وتعالى بها ولا يعاقبنا على عدم معرفتها (١) وانما كلّفنا العبادات : الصلاة ، والصوم وغيرهما ، وهي التي يعاقبنا على الجهل بها ، وهي التي يلزمك أن تسأل عن أحكامها وفروعها فاللازم عليك ان لا تسأل عن مثل تلك الأسألة التي لافائدة فيها ولاطائل تحتها ؛ اذا سئلت فقل لكل فضل ، وعلم الافضلية عند الله ، وهذه من أحسن النصائح ، ولم يثبت هذا من قول النبي صلىاللهعليهوآله سل عن امور دينك الخ ـ وهذه الاسألة ليست من أمور الدين ولامن فروعه.
__________________
(١) وقد جاء في الاثر اسكتوا عما سكت الله عنه.
نظرا الى ذكر حديث الثقلين المتواتر بين الفريقين قوله عليه الصلاة والسلام في الكلام الذي تكلم به يوم الغدير وأسئلكم : « عن ثقلي كيف خلفتموني فيهما فقيل له : وما الثقلان يا رسول الله ؟ فقال الاكبر منهما كتاب الله سبب ، طرف منه بيد الله وطرف بأيديكم » هذه رواية زيد بن أرقم ، وفي رواية ابي سعيد الخدري : « حبل ممدود من السماء الى الارض ، والاصغر منهما عترتي اهل بيتي ، انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ». وفي رواية أخرى : « حبلان ممدودان من السماء الى الارض » ، فان الكلام يعود على الثقلين. وهذه استعارة لانه عليه الصلاة والسلام شبّه كتاب الله بالحبل الممدود بين الله وبين خلقه يعصم منهم من اعتصم به ، ويستنفذ من المهاوى والمعاطب من اعتلق بطرفه ، وليس هناك يد على الحقيقة تعصم المتعلق بها وتستشيل المتورط ، وانما ذلك على التمثيل والتشبيه ، لان المستنقذ من الورطة والمنهض من السقطة في الاكثر انما يجتذب بيده ويستعين بسببه فأخرج عليه الصلاة و السلام كلامه على العرف والمعروف والامر المعهود. ومن روى حبلان ممدودان واراد باحد الحبلين العترة فالمعنى انه عليه الصلاة والسلام اقام عترته مقام الحبل الممدود الذي يكون عصمة المستعصم و نجاة المستسلم كما قلنا في القرآن. وهذا الخبر بتمامه هو خبر يوم الغدير الذي يقوم فيه صلىاللهعليهوآله : من كنت مولاه فعلي مولاه. اللهم وال من والاه وعاد من عاداه واخذل من خذله وانصر من نصره ...
انظر « المجازات النبوية » ص ١٦٦ ، ط مصر.
تواتر حديث الثقلين مما لا يشك فيه وعبارة الحديث : « كتاب الله وعترتي اهل بيتي » واما حديث : « كتاب الله وسنتي » فهو خبر واحد مروي من طريق العامة ولاربط له بحديث الثقلين الذي اتفقت الامة كافة على تواتره وليس ذلك الخبر الواحد منه.