ابن جعفر بن المنصور وكان والياً على البصرة حينئذ ، فقدم به حسان السروي ودفعه الى عيسى بن ابي جعفر نهاراً علانية حتى عرف ذلك وشاع خبره ، فحبسه عيسى في بيت من بيوت المحبس الذي كان يحبس الناس فيه واقفل عليه وشغله عنه العيد ، فكان لايفتح عنه الباب الاّ في حالتين حال يخرج فيها الى الطهور وحال يدخل اليه فيها الطعام.
فلما مضت عليه سنة كاملة على ذلك كتب عيسى الى الرشيد ان خذه مني وسلّمه الى من شئت والاّ خليت سبيله فقد اجتهدت ان اجد عليه حجة فما قدرت على ذلك حتى اني لأتسّمع عليه اذا دعا لعلّه يدعو عليّ او عليك فما اسمعه يدعو الاّ لنفسه بالمغفرة والرحمة ، فوجّه من تسلّمه منه واتى به الى بغداد وحبسه عند الفضل بن الربيع فبقى عنده مدة طويلة فاراده الرشيد على شئى من أمره يعنى على قتله فابى وكان يظهر له عليهالسلام في الحبس من الدلايل والآيات والمعجزات ما شاع حتى بلغ الرشيد واقلقه ذلك وتحيّر في امره فدعا يحيى بن خالد البرمكي فقال له : يا اباعلي ما ترى ما نحن فيه من هذه العجائب وما نلاقى من موسى بن جعفر ألا تدبّر في أمر هذا الرجل تدبيراً تريحنا من غمّه فقال له يحيى بن خالد : الذي اراه لك يا أميرالمؤمنين أن تمنن عليه وتصل رحمه فقد والله افسد علينا قلوب شيعتنا وكان يتولاّه وهارون لايعلم فقال هارون : انطلق اليه واطلق عنه الحديد وأبلغه عني السلام.
ثم امر بتسليمه الى الفضل بن يحيى بن
خالد فتسلّمه منه وأراد منه الرشيد أن يسعى في قتله فلم يفعل وبلغه انه عنده في رفاهية وسعة وهو حينئذ بالرقة فانفذ سرور الخادم الى بغداد وأمره ان يدخل من فوره الى موسى بن جعفر عليهالسلام فيعرف خبره فان كان الامر على ما بلغه أخذه منه وسلمه الى السندي بن شاهك فقدم سرور ودخل دارالفضل ولايعلم احد مايريد ثم دخل على الامام فوجده على ما بلغ الرشيد ، فامره بتسليمه الى السندي وهذا هو الحبس الرابع من حبوسه سلام الله عليه وهذه