وعلي واضع أقدامه |
|
في محل وضع الله يده (١) |
فانّ النّبي صلىاللهعليهوآله كان يحدّث عن المعراج قائلاً : ان الله عزّ شأنه وضع يده على كتفى حتى أحسست بردها على كبدي.
وفي ولادته رمز آخر لعله أدق وأعمق : وهو أن حقيقة التوجه الى الكعبة هو التوجه الى ذلك النور المتولد فيها ، ولو أن القصد مقصور على محض التوجه الى تلك البنية وتلك الاحجار لكان ايضاً نوعا من عبادة الاصنام ( معاذ الله ) ولكن التناسب يقضى بأن البدن وهو تراب يتوجه الى الكعبة التي هي تراب ؛ والروح التي هي جوهر مجرد تتوجه الى النور المجرد ، وكل جنس لاحق بجنسه : النور للنور ، والتراب للتراب والى بعض هذا أشار بعض شعراء الفاطميين (٢) اذ يقول عن الامام :
بشر في العين الا أنه |
|
من طريق العقل نور وهدى |
جل أن تدركه أبصارنا |
|
وتعالى أن نراه جسدا |
فهو في التسبيح زلفى راكع |
|
سمع الله به من حمدا |
__________________
(١) انظر الى الارشاد للديلمي رحمهالله ، ج ٢ ، ص ٢٥ ط النجف ولكنه نسبه الى بعض الشعراء ولم يسمه.
(٢) الخلفاء الفاطميون يقال لهم : العبيديون ايضا ، صارت السلطة والسلطنة بعنوان الخلافة لهم في مصر و نواحيها من سنة = ٢٩٦ ـ ٥٦٧ وعددهم اربعة عشر نفسا ، وهم من السادات الاشراف والمحققون متقون على انهم من السادات العلويين ولاشك في انتسابهم الى اهل البيت عليهمالسلام وانكار نسبهم كما صدر عن بعض المؤرخين ناش من التعصب البغيض ـ خذ اول صفحة (٤) ط مصر من تاريخ الخلفاء للسيوطي فانك ترى من آثار العداوة والبغضاء والحكم بالكفر والالحاد في حق الخلفاء الفاطميين شيئا عجيبا وذنبهم في هذا التجامل عليهم من خصمائهم ليس الاّ كونهم من الشيعة والازهر الشريف من آثارهم ، ومن صدع بالحق ودافع عنهم كالمقريزي يرمونه اعدائهم بالكلمات الخاطئة وبالبهتان و الافتراء وبكل أفيكة.
وسيأتي في كلمات شيخنا الامام رحمهالله الدفاع عن الفاطميين ، وانظر ايضا لمزيه البصيرة في حقهم الى مقدمة : « تبيين المعانى في شرح ديوان ابن هاني » الاندلسي المغربي للدكتور زاهد علي الهندي ط مصر سنة ١٣٥٧ ه.