وقوله عليهالسلام : « مخلدون » خبر لمبتدأ محذوف والجملة مبينة ومؤكدة للسابقة أي هم والله مخلدون في الجنان « ولله عاقبة الامور » أي مرجعها إلى حكمه كما قيل أو عاقبة الملك والدولة والعز لله ولمن طلب رضاه كما هو الانسب بالمقام « فيا عجبا » بغير تنوين وأصله ياعجبي ثم قلبوا الياء ألفا فان وقفت قلت : ياعجباه أي ياعجبي أقبل هذا أوانك أو بالتنوين أي ياقوم اعجبوا عجبا أو أعجب عجبا والاول أشهر وأظهر « في دينها » الظرف متعلق بالاختلاف أو بالخطاء أو بهما على التنازع « بغيب » أي بأمر غائب عن الحس مما أخبر به النبي صلىاللهعليهوآله من الجنة والنار وغيرهما « ولا يعفون » بكسر العين وتشديد الفاء من العفة والكف أو بسكون العين وتخفيف الفاء من العفو أي عن عيوب الناس.
« المعروف الخ » أي المعروف والخير عندهم ما يعدونه معروفا ويستحسنونه بعقولهم الناقصة وإن كان منكرا في نفس الامر أو المعنى أن المعروف والمنكر تابعان لارادتهم وميول طبائعهم وشهواتهم فما اشتهته أنفسهم وإن أنكرته الشريعة فهو المعروف عندهم « بعرى وثيقات » أي يظنون أنهم تمسكوا بدلائل وبراهين فيما يدعون من الامور الباطلة.
« وأسباب محكمات » أي يزعمون أنهم تعلقوا بوسائل محكمة فيمن يتوسلون بهم من أئمة الجور « انس بعضهم » على الفعل أو المصدر والثاني أظهر « وحشة » أي يفعلون كل ذلك لوحشتهم ونفورهم عن العلوم التي ورثها النبي صلىاللهعليهوآله آهل بيته « أهل حسرات » بعد الموت وفي القيامة وفي النار « وكهوف شبهات » أي تأوي إليهم الشبهات لانهم يقبلون إليها ويفتتنون بها وفي بعض النسخ « وكفر وشبهات » فيكونان معطوفين على حسرات.
وقال الجوهري : العشوة أن يركب أمرا على
غير بيان ويقال أخذت عليهم
بالعشوة أي بالسواد من الليل « فهو مأمون » خبر للموصول والمعنى أن حسن ظن
الناس والعوام بهم إنما هو لجهلهم بضلالتهم وجهالتهم ويحتمل أن يكون المراد
بالموصول أئمة من قد ذمهم سابقا لا أنفسهم « من فعلات شيعتي » أي من يتبعني اليوم