ظاهرا و « اليوم » ظرف للقرب « المتشتة » أي هم الذين يتفرقون عن أئمة الحق ولا ينصرونهم ويتعلقون بالفروع التي لاينفع التعلق بها بدون التشبث بالاصل كاتباعهم المختار وأبا مسلم وزيدا وأضرابهم بعد تفرقهم عن الائمة عليهمالسلام « من غير جهته » أي من غير الجهة التي يرجى منها الفتح أو من غير الجهة التي امروا بالاستفتاح منها فان خروجهم بغير إذان الامام كان معصية.
« لشر يوم » إشارة إلى اجتماعهم على أبي مسلم لدفع بني أمية وقد فعلوا لكن سلطوا على أئمة الحق من هو شر منهم وقال الجزري وفي حديث علي : فيجتمعون إليه كما يجتمع قزع الخريف أي قطع السحاب المتفرقة وإنما خص الخريف لانه أول الشتاء والسحاب يكون فيه متفرقا غير متراكم ولا مطبق ثم يجتمع بعضه إلى بعض بعد ذلك وقال : الركام ، السحاب المتراكم بعضه فوق بعض.
اقول : نسبة الجمع إليه تعالى مجاز لعدم منعهم عنه وتمكينهم من أسبابه وتركهم واختيارهم « ثم يفتح لهم » فتح الابواب كناية عما هيئ لهم من أسبابهم وإصابة تدبيراتهم واجتماعهم وعدم تخاذلهم.
و « المستثار » موضع ثورانهم وهيجانهم ثم شبه عليهالسلام تسليط هذا الجيش عليهم بسوء أعمالهم بما سلط الله على أهل سبأ بعد إتمام النعمة عليهم لكفرانهم وإنما سمي ذلك بسيل العرم لصعوبته أي سيل الامر العرم أي الصعب أو المراد بالعرم المطر الشديد أو الجرذ أضاف إليه لانه نقب عليهم سدا ضربت لهم بلقيس وقيل اسم لذلك السد وقد مرت القصة في كتاب النبوة.
والضمير في « عليه » إما راجع إلى السيل فعلى تعليلية أو إلى العرم إذا فسر بالسد. وفي بعض النسخ « بعث » وفي بعضها « نقب » بالنون والقاف والباء الموحدة فقوله « فارة » مرفوع بالفاعلية وفي النهج « كسيل الجنتين حيث لم تسلم عليه قارة ولم تثبت له أكمة » والقارة الجبل الصغير والاكمة هي الموضع الذي يكون أشد ارتفاعا مما حوله وهو غليظ لايبلغ أن يكون حجرا والحاصل بيان شدة السيل المشبه به بأنه أحاط بالجبال وذهب بالتلال ولم يمنعه شئ. والسنن الطريق