و « الرص » التصاق الاجزاء بعضها ببعض « والطود » الجبل أي لم يرد طريقه طود مرصوص.
ولما بين عليهالسلام شدة المشبه به أخذ في بيان شدة المشبه فقال : « يذعذعهم الله » أي يفرقهم في السبل متوجهين إلى البلاد « ثم يسلكهم ينابيع في الارض » من ألفاظ القرآن أي كما أن الله تعالى ينزل الماء من السماء فيسكن في أعماق الارض ثم يظهره ينابيع إلى ظاهرها كذلك هؤلاء يفرقهم الله في بطون الاودية وغوامض الاغوار ثم يظهرهم بعد الاختفاء كذا ذكره ابن أبي الحديد ، والاظهر عندي أنه بيان لاستيلائهم على البلاد ، وتفرقهم فيها ، وتيسر أعوانهم من سائر الفرق ، فكما أن مياه الانهار ووفورها توجب وفور مياه العيون والآبار ، فكذلك يظهر أثر هؤلاء في كل البلاد ، وتكثر أعوانهم في جميع الاقطار ، وكل ذلك ترشيح لما سبق من التشبيه « يأخذهم من قوم » أي بني امية « حقوق قوم » أي أهل بيت عليهمالسلام للانتقام من أعدائهم وإن لم يصل الحق إليهم « ويمكن من قوم » أي بني العباس « لديار قوم » أي بني امية وفي بعض النسخ « ويمكن بهم قوما في ديار قوم » وفي النهج « ويمكن لقوم في ديار قوم » والمآل في الكل واحد « تشريدا لبني امية » التشريد التفريق والطرد ، و « الاغتصاب » الغصب ولعل المعنى أن الغرض من استيلاء هؤلاء ليس إلا تفريق بني امية ودفع ظلمهم.
وقال الفيروزآبادي : ضعضعه هدمه حتى الارض و « الجنادل » جمع جندل وهو مايقله الرجل من الحجارة أي يهدم الله بهم ركنا وثيقا هو أساس دولة بني امية و ينقض بهم الابنية التي طويت وبنيت بالجنادل والاحجار من بلاد إرم وهي دمشق والشام إذ كان مستقر ملكهم في أكثر زمانهم تلك البلاد لاسيما في زمانه صلوات الله عليه.
وقال الجزري : فيه ينادي مناد من بطنان العرش أي من وسطه وقيل من أصله وقيل البطنان جمع بطن وهو الغامض من الارض يريد من دواخل العرش.
وقال الفيروزآبادي : الزيتون مسجد دمشق أو جبال الشام وبلد بالصين