٥ ـ عنه ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن داود بن الحصين ، عن فضل البقباق قال سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله عز وجل : « وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ » (١) قال الذي أنعم عليك بما فضلك وأعطاك وأحسن إليك ثم قال فحدث بدينه وما أعطاه الله وما أنعم به عليه.
______________________________________________________
الحديث الخامس : موثق.
« وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ » قال في مجمع البيان : معناه : اذكر نعم الله تعالى وأظهرها وحدث بها ، وفي الحديث التحدث بنعمة الله شكر وتركه كفر ، وقال الكلبي : يريد بالنعمة القرآن وكان أعظم ما أنعم الله عليه به ، فأمره أن يقرأه وقال مجاهد والزجاج : يريد بالنبوة التي أعطاك ربك أي بلغ ما أرسلت به وحدث بالنبوة التي أتاكها الله ، وهي أجل النعم وقيل : معناه اشكر بما ذكر من النعمة عليك في هذه السورة ، وقال الصادق عليهالسلام : معناه فحدث بما أعطاك الله وفضلك ورزقك وأحسن إليك وهداك ، انتهى.
قوله : بما فضلك ، بيان للنعمة أي بتفضيلك على سائر الخلق ، أو بما فضلك به من النبوة الخاصة وأعطاك من العلم والمعرفة والمحبة وسائر الكمالات النفسانية والشفاعة واللواء والحوض وسائر النعم الأخروية « وأحسن إليك » من النعم الدنيوية أو الأعم.
« ثم قال » : أي الإمام عليهالسلام ، فحدث بصيغة الماضي أي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عملا بما أمر به « بدينه » أي العقائد الإيمانية والعبادات القلبية والبدنية « وما أعطاه » من النبوة والفضل والكرامة في الدنيا والآخرة « وما أنعم به عليه » من النعم الدنيوية والأخروية والجسمانية والروحانية.
__________________
(١) سورة الضحى : ١١.