منهما صبرت وحلمت سيغفر الله لك إن أتممت ذلك قال فإن رد الحليم عليه ارتفع الملكان.
باب
الصمت وحفظ اللسان
١ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال قال أبو الحسن الرضا عليهالسلام من علامات الفقه الحلم والعلم والصمت إن
______________________________________________________
« فإن رد الحليم عليه » أي بعد حلمه عنه أولا ارتفع الملكان ساخطين عليهما ويكلانهما إلى الملكين ليكتبا عليهما قولهما ، والرد بعد مبالغة الآخر في الشتم والفحش لا ينافي وصفه بالحلم لأنه قد حلم أولا ومراتب الحلم متفاوتة.
باب الصمت وحفظ اللسان
الحديث الأول : صحيح.
وكان المراد بالفقه العلم المقرون بالعمل ، فلا ينافي كون مطلق العلم من علاماته ، أو المراد بالفقه التفكر والتدبر في الأمور ، قال الراغب : الفقه هو التوصل إلى علم غائب بعلم شاهد فهو أخص من العلم ، قال تعالى : « فَما لِهؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً » (١) « بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ » (٢) إلى غير ذلك من الآيات ، والفقه العلم بأحكام الشريعة ، انتهى.
وقيل : أراد العلم فيما يقول والصمت عما لا يعلم أو يضر ، وقيل : المراد بالعلم آثاره أعني إثبات الحق وإبطال الباطل ، وترويج الدين وحل المشكلات ، انتهى.
__________________
(١) سورة النساء : ٧٨.
(٢) سورة الأنفال : ٦٥.