باب الخوف والرجاء
١ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن حديد ، عن منصور بن يونس ، عن الحارث بن المغيرة أو أبيه ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قلت له ما كان في وصية لقمان قال كان فيها الأعاجيب وكان أعجب ما كان فيها أن قال لابنه
______________________________________________________
باب الخوف والرجاء
الحديث الأول : ضعيف.
والأعاجيب جمع الأعجوبة وهي ما يعجبك حسنة أو قبحه ، والمراد هنا الأول ويدل على أنه ينبغي أن يكون الخوف والرجاء كلاهما كاملين في النفس ، ولا تنافي بينهما فإن ملاحظة سعة رحمة الله وغنائه وجوده ولطفه على عباده سبب للرجاء والنظر إلى شدة بأس الله وبطشه وما أوعد العاصين من عباده موجب للخوف مع أن أسباب الخوف ترجع إلى نقص العبد وتقصيره وسوء أعماله وقصوره عن الوصول إلى مراتب القرب والوصال ، وانهماكه فيما يوجب الخسران والوبال ، وأسباب الرجاء تؤول إلى لطف الله ورحمته وعفوه وغفرانه ووفور إحسانه ، وكل منهما في أعلى مدارج الكمال.
قال بعضهم : كلما يلاقيك من مكروه ومحبوب ينقسم إلى موجود في الحال وإلى موجود فيما مضى وإلى منتظر في الاستقبال ، فإذا خطر ببالك موجود فيما مضى سمي فكرا وتذكرا وإن كان ما خطر بقلبك موجودا في الحال سمي إدراكا وإن كان خطر ببالك وجود شيء في الاستقبال وغلب ذلك على قلبك سمي انتظارا وتوقعا ، فإن كان المنتظر مكروها حصل منه ألم في القلب سمي خوفا وإشفاقا وإن كان محبوبا حصل من انتظاره وتعلق القلب وإخطار وجوده بالبال لذة في القلب وارتياح يسمى