باب
الإنصاف والعدل
١ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن الحسن بن حمزة ، عن جده ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن علي بن الحسين صلوات الله عليه قال كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول في آخر خطبته طوبى لمن طاب خلقه وطهرت سجيته وصلحت سريرته وحسنت علانيته وأنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من قوله وأنصف الناس من نفسه
______________________________________________________
باب الإنصاف والعدل
الحديث الأول : مجهول.
« طوبى » أي الجنة أو شجرتها المعروفة أو أطيب الأحوال في الدنيا والآخرة « لمن طاب خلقه » بضم الخاء أي تخلق بالأخلاق الحسنة ، ويحتمل الفتح أيضا أي يكون مخلوقا من طينة حسنة « وطهرت سجيته » أي طبيعته من الأخلاق الرذيلة فعلى الأول يكون تأكيدا لما سبق ، وفي المصباح : السجية الغريزة والجمع سجايا « وصلحت سريرته » أي قلبه بالمعارف الإلهية والعقائد الإيمانية وبالخلو عن الحقد والنفاق وقصد إضرار المسلمين ، أو بواطن أحواله بأن لا تكون مخالفة لظواهرها كالمرائين ، وفي القاموس : السر ما يكتم كالسريرة.
« وحسنت علانيته » بكونها موافقة للآداب الشرعية « وأنفق الفضل من ماله » بإخراج الحقوق الواجبة والمندوبة أو الأعم منهما ومما فضل من الكفاف « وأمسك الفضل من قوله » بحفظ لسانه عما لا يعنيه « وأنصف الناس من نفسه » أي كان حكما وحاكما على نفسه فيما كان بينه وبين الناس ، ورضي لهم ما رضي لنفسه ، وكره لهم ما كره لنفسه ، وكان كلمة من للتعليل ، أي كان إنصافه الناس بسبب نفسه لا بانتصاف حاكم غيره.