كثقله في موازينهم يوم القيامة وإن الله عز وجل خفف الشر على أهل الدنيا كخفته في موازينهم يوم القيامة.
______________________________________________________
وقيل : تظهر علامات للحسنات وعلامات للسيئات في الكفتين فتراها الناس وقيل : تظهر للحسنات صور حسنة وللسيئات صور سيئة وهو مروي عن ابن عباس ، وقيل : بتجسم الأعمال في تلك النشأة وقالوا بجواز تبدل الحقائق في النشأتين كما في النوم واليقظة ، وقيل : توزن نفس المؤمن والكافر فعن عبيد بن عمير قال : يؤتى بالرجل العظيم الجثة فلا يزن جناح بعوضة وقيل : الميزان واحد والجمع باعتبار أنواع الأعمال والأشخاص ، وقيل : الموازين متعددة بحسب ذلك ، وقد ورد في الأخبار أن الأئمة عليهمالسلام هم الموازين القسط ، فيمكن حملها على أنهم الحاضرون عندها والحاكمون عليها وعدم صرف ألفاظ القرآن عن حقائقها بدون حجة قاطعة أولى.
فعلى القول بظاهر الميزان نسبة الخفة والثقل إلى الموازين باعتبار كفة الحسنات فالمراد بمن خفت موازينه من خفت كفة حسناته بسبب ثقل كفة سيئاته ، قال الطبرسي (ره) في قوله تعالى : « فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ » إلخ ، قد ذكر سبحانه الحسنات في الموضعين ولم يذكر وزن السيئات لأن الوزن عبارة عن القدر والخطر والسيئة لا خطر لها ولا قدر وإنما الخطر والقدر للحسنات فكان المعنى فأما من عظم قدره عند الله لكثرة حسناته ، ومن خف قدره عند الله لخفة حسناته ، انتهى.
وأما ما ورد في الخبر من نسبة الخفة إلى الشر فيمكن أن يكون الإسناد على المجاز ، فإن الشر لما كان علة لخفة كفة الحسنات نسبة الخفة إليها أو لأنه يصير سببا لخفة قدر صاحبه ومذلته ، ولا يبعد القول بوحدة كفة الميزان في القيامة فتوضع فيها الحسنات والسيئات معا فتخف بسبب السيئات وتثقل بسبب الحسنات ، فتكون لوقوفها منازل من الاعتدال والثقل والخفة ، كما ذهب إليه بعض المحدثين فالآيات والأخبار تعتدل على ظواهرها ، والله يعلم حقائق كلامه وكلام حججه وهم عليهمالسلام.