١٠ ـ محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن علي بن أسباط ، عن العلاء ، عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول إن الله ثقل الخير على أهل الدنيا
______________________________________________________
وسمعه وإليه نظرا ومنظرا تأمله بعينه ، وبينهم حكم والنظر محركة الفكر في الشيء تقدره وتقيسه ، والانتظار والحكم بين القوم والإعانة والفعل كنصر والنظرة كفرحة : التأخير في الأمر والنظرة : الهيبة.
الحديث العاشر : موثق كالصحيح.
« ثقل الخير على أهل الدنيا » أي على جميع المكلفين في الدنيا بأن جعل ما كلفهم به مخالفا لمشتهيات طباعهم وإن كان المقربون لقوة عقولهم وكثرة علومهم ورياضاتهم غلبوا على أهوائهم وصار عليهم خفيفا بل يلتذون به أو المراد بأهل الدنيا الراغبون فيها والطالبون مع ذلك للآخرة فهم يزجرون أنفسهم على ترك الشهوات فالحسنات عليهم ثقيلة والشرور عليهم خفيفة ، والثقل والخفة في الموازين إشارة إلى قوله تعالى : « فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ ، وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ » (١).
واعلم أنه لا خلاف في حقية الميزان وقد نطق به صريح القرآن في مواضع لكن اختلف المتكلمون من الخاصة والعامة في معناه ، فمنهم من حمله على المجاز وأن المراد من الموازين هي التعديل بين الأعمال والجزاء عليها ووضع كل جزاء في موضعه وإيصال كل ذي حق إلى حقه ، ذهب إليه الشيخ المفيد قدس الله روحه وجماعة من العامة ، والأكثرون منا ومنهم حملوه على الحقيقة ، وقالوا : إن الله ينصب ميزانا له لسان وكفتان يوم القيامة فتوزن به أعمال العباد والحسنات والسيئات ، واختلفوا في كيفية الوزن لأن الأعمال إعراض لا تجوز عليها الإعادة ولا يكون لها وزن ولا تقوم بأنفسها ، فقيل : توزن صحائف الأعمال
__________________
(١) سورة القارعة : ٨ ـ ٩.