يمينه وشماله شيطانين فليبادر لا يكفاه عن ذلك.
٩ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن أبي الجارود قال سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول من هم بشيء من الخير فليعجله فإن كل شيء فيه تأخير فإن للشيطان فيه نظرة.
______________________________________________________
التي ينتفع بها في الآخرة « أو صلة » أي صلة رحم من الوالدين والأقارب أو الأعم منهم ومن المؤمنين فيكون تخصيصا بعد التعميم أو المراد بالخير ما يصل نفعه إلى نفسه ، وبالصلة ما يصل إلى الغير « فإن عن يمينه وشماله » قد يقال صاحب اليمين يضله من جهة الطاعة وصاحب الشمال من جهة المعصية.
واعلم أن النفوس البشرية نافرة على العبادات لما فيها من المشقة الثقيلة عليها ، وعن صلة الأرحام والمبرات لما فيها من صرف المال المحبوب لها ، فإذا هم أحدهم بشيء من ذلك مما يوجب وصوله إلى مقام الزلفى وتشرفه بالسعادة العظمى فليبادر إلى إمضائه وليعجل إلى اقتنائه فإن الشيطان أبدا في مكمن ينتهض الفرصة لنفثه في نفسه الأمارة بالسوء ويتحرى الحيلة مرة بعد أخرى في منعها عن الإرادات الصحيحة الموجبة لسعادتها وأمرها بالقبائح المورثة لشقاوتها ، ويجلب عليها خيله ورجله من جميع الجهات ليسد عليها طرق الوصول إلى الخيرات ، وهي مع ذلك قابلة لتلك الوساوس ومائلة بالطبع إلى هذه الخسائس فربما يتمكن منها الشيطان غاية التمكن حتى يصرفها عن تلك الإرادة ويكفها عن هذه السعادة وهي مجربة مشاهدة في أكثر الناس إلا من عصمه الله « لا يكفاه » أي لا يمنعاه.
الحديث التاسع : ضعيف.
« فإن للشيطان فيه نظرة » بسكون الظاء أي فكرة لإحداث حيلة يكف بها العبد عن الإتيان بالخير ، أو بكسرها يعني مهلة يتفكر فيها لذلك ، أو بالتحريك بمعنى الحكم أو بمعنى الفكر أو بمعنى الانتظار والكل مناسب ، قال في القاموس : نظره كنصره