باب كظم الغيظ
١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال كان علي بن الحسين عليهالسلام يقول ما أحب أن لي بذل نفسي حمر النعم وما تجرعت جرعة أحب إلي من جرعة غيظ لا أكافي
______________________________________________________
باب كظم الغيظ
الحديث الأول : حسن كالصحيح.
وذل النفس بالكسر سهولتها وانقيادها ، وهي ذلول وبالضم مذلتها وضعفها وهي ذليل ، والنعم المال الراعي وهو جمع لا واحد له من لفظه ، وأكثر ما يقع على الإبل ، قال أبو عبيد : النعم الجمال فقط ، ويؤنث ويذكر ، وجمعه نعمان وإنعام أيضا ، وقيل : النعم الإبل خاصة ، والأنعام ذوات الخف والظلف وهي الإبل والبقر والغنم ، وقيل : تطلق الأنعام على هذه الثلاثة فإذا انفردت الإبل فهي نعم ، وإن انفردت البقر والغنم لم تسم نعما كذا في المصباح وقال الكرماني : حمر النعم بضم الحاء وسكون الميم أي أقواها وأجلدها ، وقال الطيبي : أي الإبل الحمر وهي أنفس أموال العرب ، وقال في المغرب : حمر النعم كرائمها وهي مثل في كل نفيس ، وقيل : الحسن أحمر ، انتهى.
وربما يقرأ النعم بالكسر جمع نعمة ، والحمرة كناية عن الحسن أي محاسن النعم والأول أشهر وأظهر.
والخبر يحتمل وجهين : « الأول » أن يكون الذل بالضم والباء للسببية أو المصاحبة أي لا أحب أن يكون لي مع ذل نفسي أو بسببه نفائس أموال الدنيا أقتنيها أو أتصدق بها لأنه لم يكن للمال عنده عليهالسلام قدر ومنزلة ، وقال الطيبي : هو كناية عن خير الدنيا كله ، والحاصل أني ما أرضى أن أذل نفسي ولي بذلك كرائم الدنيا ،