بها صاحبها.
٢ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان وعلي بن النعمان ، عن عمار بن مروان ، عن زيد الشحام ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال نعم الجرعة الغيظ لمن صبر عليها فإن عظيم الأجر لمن عظيم البلاء وما أحب الله قوما
______________________________________________________
ونبه عليهالسلام بذكر تجرع الغيظ عقيب هذا علي أن في التجرع العز وفي المكافاة الذل كما مر وسيأتي ، أو المعنى مع أني لا أرضى بذل نفسي أحب ذلك لكثرة ثوابه وعظم فوائده والأول أظهر.
الثاني : أن يكون الذل بالكسر والباء للعوض ، أي لا أرضى أن يكون لي عوض انقياد نفسي وسهولتها وتواضعها ، أو بالضم أيضا أي المذلة الحاصلة عند إطاعة أمر الله بكظم الغيظ والعفو نفائس الأموال ، وقيل : التشبيه للتقريب إلى الأفهام وإلا قذرة من الآخرة خير من الأرض وما فيها.
قوله عليهالسلام : وما تجرعت جرعة ، الجرعة من الماء كاللقمة من الطعام وهو ما يجرع مرة واحدة والجمع جرع كغرفة وغرف ، وتجرع الغصص مستعار منه وأصله الشرب من عجلة وقيل : الشرب قليلا وإضافة الجرعة إلى الغيظ من قبيل لجين الماء ، والغيظ صفة للنفس عند احتدادها موجبة لتحركها نحو الانتقام ، وفي الكلام تمثيل.
وقال بعض الأفاضل : لا يقال الغيظ أمر جبلي لا اختيار للعبد في حصوله فكيف يكلف برفعه؟ لأنا نقول : هو مكلف بتصفية النفس على وجه لا يحركها أسباب الغيظ بسهولة.
وأقول : على تقدير حصول الغيظ بغير اختيار فهو غير مكلف برفعه ولكنه بعدم العمل بمقتضاه فإنه باختياره غالبا وإن سلب اختياره فلا يكون مكلفا.
الحديث الثاني : صحيح.
« لمن عظيم البلاء » أي الامتحان والاختبار فإن الله تعالى ابتلى المؤمنين بمعاشرة