الصدق والحياء وحسن الخلق والشكر.
______________________________________________________
صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً » (١) وقد قيل في هذا التبديل وجوه : « الأول » : أنه يمحو سوابق معاصيهم بالتوبة ويثبت مكانها لواحق طاعاتهم « الثاني » أنه يبدل ملكة المعصية في النفس بملكة الطاعة « الثالث » أنه تعالى يوفقه لأضداد ما سلف منه «الرابع» أنه يثبت له بدل كل عقاب ثوابا.
ويؤيده ما رواه مسلم عن أبي ذر رضياللهعنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : يؤتى بالرجل يوم القيامة فيقال : (٢) أعرضا عليه صغار ذنوبه ونحيا عنه كبارها ، فيقال : عملت يوم كذا وكذا كذا وكذا ، وهو مقر لا ينكر وهو مشفق من الكبار ، فيقال : أعطوه مكان كل سيئة عملها حسنة ، فيقول : إن لي ذنوبا ما أراها ههنا؟ قال : ولقد رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ضحك حتى بدت نواجذه.
وما رواه علي بن إبراهيم بإسناده عن الرضا عليهالسلام قال : إذا كان يوم القيامة أوقف الله عز وجل المؤمن بين يديه ويعرض عليه عمله فينظر في صحيفته فأول ما يرى سيئاته فيتغير لذلك لونه وترتعد فرائصه ثم تعرض عليه حسناته فتفرح لذلك نفسه ، فيقول الله عز وجل : بدلوا سيئاتهم حسنات وأظهروها للناس ، فيبدل الله لهم فيقول الناس : أما كان لهؤلاء سيئة واحدة؟ وهو قوله تعالى : « يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ ».
وأقول : أكثر الوجوه جارية في الخبر بأن يوفقه الله للتوبة والأعمال الصالحة فيبدل فسوقه بالطاعات ، أو مساوئ أخلاقه بمحاسنها أو يكتب له في القيامة بدل سيئاته حسنات.
__________________
(١) سورة الفرقان : ٧٠.
(٢) أي للملكان ، بقرينة ضمير التثنية في الأفعال الآتية.