٢١ ـ محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن علي بن الحسن بن رباط ، عن بعض رجاله ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال لا يزال العبد المؤمن يكتب محسنا ما دام ساكتا فإذا تكلم كتب محسنا أو مسيئا.
______________________________________________________
من أوثق إخوانه ، وفي وصية أمير المؤمنين للحسن صلوات الله عليهما : يا بني إنه لا بد للعاقل من أن ينظر في شأنه فليحفظ لسانه وليعرف أهل زمانه.
قوله عليهالسلام : مقبلا على شأنه أي يكون دائما مشتغلا بإصلاح نفسه ومحاسبتها ومعالجة أدوائها وتحصيل ما ينفعها والاجتناب عما يرديها ويضرها ولا يصرف شيئا من عمره فيما لا يعنيه حافظا للسانه من اللغو والباطل كما قال أمير المؤمنين عليهالسلام : إذا تم العقل نقص الكلام.
الحديث الحادي والعشرون : مرسل.
« يكتب محسنا » إما لإيمانه أو لسكوته فإنه من الأعمال الصالحة كما ذكره الناظرون في هذا الخبر.
وأقول : الأول عندي أظهر وإن لم يتفطن به الأكثر لقوله عليهالسلام : فإذا تكلم كتب محسنا أو مسيئا لأنه على الاحتمال الثاني يبطل الحصر لأنه يمكن أن يتكلم بالمباح فلا يكون محسنا ولا مسيئا إلا أن يعم المسيء تجوزا بحيث يشمل غير المحسن مطلقا وهو بعيد.
فإن قيل : يرد على ما اخترته أن في حال التكلم بالحرام ثواب الإيمان حاصل له فيكتب محسنا ومسيئا معا فلا يصح الترديد.
قلت : يمكن أن يكون المراد بالمحسن المحسن من غير إساءة كما هو الظاهر فتصح المقابلة مع أن بقاء ثواب استمرار الإيمان مع فعل المعصية في محل المنع ، ويومئ إلى عدمه قولهم عليهالسلام : لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن وأمثاله مما قد مر بعضها ، ويمكن أن يكون هذا أحد محامل هذه الأخبار ، وأحد علل ما