غير قريش حسنت مداراتهم فألحقوا بالبيت الرفيع قال ثم قال من كف يده
______________________________________________________
اسم وضع للقسم هكذا بضم الميم والنون وألفه ألف وصل عند أكثر النحويين ولم يجيء في الأسماء ألف الوصل مفتوحة غيرها ، وقد تدخل عليه اللام لتأكيد الابتداء تقول : ليمن الله فتذهب الألف في الوصل وهو مرفوع بالابتداء وخبره محذوف ، والتقدير ليمن الله قسمي وليمن الله ما أقسم به ، وإذا خاطبت قلت ليمنك ، وربما حذفوا منه النون قالوا : أيم الله وايم الله بكسر الهمزة ، وربما حذفوا منه الياء قالوا أم الله ، وربما أبقوا الميم وحدها قالوا : م الله ، ثم يكسرونها لأنها صارت حرفا واحدا فيشبهونها بالباء فيقولون م الله ، وربما قالوا من الله بضم الميم والنون ، ومن الله بفتحهما ، ومن الله بكسرهما ، قال أبو عبيد : وكانوا يحلفون باليمين يقولون : يمين الله لا أفعل ثم يجمع اليمين على أيمن ثم حلفوا به فقالوا : أيمن الله لأفعلن كذا ، قال : فهذا هو الأصل في أيمن الله ثم كثر هذا في كلامهم وخف على ألسنتهم حتى حذفوا منه النون كما حذفوا في قوله : لم يكن فقالوا لم يك ، قال : وفيها لغات كثيرة سوى هذا ، وإلى هذا ذهب ابن كيسان وابن درستويه فقالا : ألف أيمن ألف قطع ، وهو جمع يمين وإنما خففت وطرحت في الوصل لكثرة استعمالهم لها.
وقال : الحسب ما يعده الإنسان من مفاخر آبائه ويقال : حسبه دينه ويقال : ماله والرجل حسيب ، قال ابن السكيت : الحسب والكرم يكونان في الرجل وإن لم يكن له آباء لهم شرف ، قال : والشرف والمجد لا يكونان إلا بالآباء انتهى.
والحاصل أن الكلام يحتمل وجهين : أحدهما : أنه لا بد من حسن المعاشرة والمداراة مع المخالفين في دولاتهم مع المخالفة لهم باطنا في أديانهم وأعمالهم فإن قوما قلت مداراتهم للمخالفين فنفاهم خلفاء الجور والضلالة من قبيلة قريش