عن الناس فإنما يكف عنهم يدا واحدة ويكفون عنه أيدي كثيرة.
______________________________________________________
وضيعوا أنسابهم وأحسابهم مع أنه لم يكن في أحساب أنفسهم شيء إلا ترك المداراة والتقية أو لم يكن في شرف آبائهم نقص ، وإن قوما من غير قريش لم يكن فيهم حسب أو في آبائهم شرف فألحقهم خلفاء الضلالة وقضاة الجور في الشرف والعطاء والكرم بالبيت الرفيع من قريش ، وهم بنو هاشم.
وثانيهما : أن المعنى أن القوم الأول بتركهم متابعة الأئمة عليهمالسلام في أو أمرهم التي منها المداراة مع المخالفين في دولاتهم ومع سائر الناس نفاهم الأئمة عن أنفسهم فذهب فضلهم وكأنهم خرجوا من قريش ولم ينفعهم شرف آبائهم ، وإن قوما من غير قريش بسبب متابعة الأئمة عليهمالسلام ألحقوا بالبيت الرفيع وهم أهل البيت عليهمالسلام كقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : سلمان منا أهل البيت وكأصحاب سائر الأئمة عليهمالسلام ، من الموالي فإنهم كانوا أقرب إلى الأئمة من كثير من بني هاشم بل كثير من أولاد الأئمة عليهمالسلام والمراد بالبيت هنا بيت الشرف والكرامة.
قال في المصباح : بيت العرب شرفها يقال بيت تميم في حنظلة أي شرفها ، أو المراد أهل البيت الرفيع وهم آل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم « من كف يده » هذا مثل ما قال أمير المؤمنين عليهالسلام : ومن يقبض يده عن عشيرته فإنما يقبض عنهم يدا واحدة ويقبض منهم عنه أيدي كثيرة ، ومن تلن حاشيته يستدم من قومه المودة.
قال السيد الرضي رضياللهعنه : وما أحسن هذا المعنى الذي أراده عليهالسلام بقوله : من يقبض فإن الممسك خيره يعني ماله عن عشيرته إنما يمسك نفع يد واحدة ، وإذا احتاج إلى نصرتهم واضطر إلى مرادفتهم ومعاونتهم قعدوا من نصره وتثاقلوا عن صوته واستغاثته فمنع ترافد الأيدي الكثيرة وتناهض الأقدام الجمة ، انتهى.
وأقول : يحتمل أن يكون المراد بكف يد واحدة كف ضرر يد واحدة ويصير ذلك سببا لكف ضرر أيد كثيرة عنه ، وكان هذا أنسب بالمقام.