١٣ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن عثمان بن عيسى ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لو كان الرفق خلقا يرى ما كان مما خلق الله شيء أحسن منه.
١٤ ـ أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن ابن فضال ، عن ثعلبة بن ميمون عمن حدثه ، عن أحدهما عليهماالسلام قال إن الله رفيق يحب الرفق ومن رفقه بكم تسليل أضغانكم ومضادة قلوبكم وإنه ليريد تحويل العبد عن الأمر فيتركه عليه حتى يحوله بالناسخ كراهية تثاقل الحق عليه.
______________________________________________________
الحديث الثالث عشر : ضعيف.
الحديث الرابع عشر : مرسل.
وقد عرفت الوجوه في حله ، وكان الأنسب هنا عطف مضادة علي أضغانكم إشارة إلى قوله تعالى : « لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ » (١) ويحتمل أيضا العطف على التسليل بالإضافة إلى المفعول كما مر.
قوله : كراهية تثاقل الحق عليه ، قيل : الكراهية علة لتحويله بالناسخ والحق الأمر المنسوخ ، ووجه التثاقل أن النفس يثقل عليها الأمر المكرر وينشط بالأمر الجديد أو علة لتحويله بالناسخ دون جمعه معه ، مع أن في كلا الأمرين صلاح العبد إلا أن الرفق يقتضي النسخ لئلا يتثاقل الحق عليه ، انتهى.
وأقول : لا يخفى ما في الوجهين ، أما الأول فلان ترك المعتاد أشق على النفس ولذا كانت الأمم يثقل عليهم قبول الشرائع المتجددة وإن كانت أسهل وكانوا يرغبون إلى ما ألفوا به ومضوا عليه من طريقة آبائهم ، نعم قد كان بعض الشرائع الناسخة أسهل من المنسوخة كعدة الوفاة نقلهم فيها من السنة إلى أربعة أشهر وعشرة أيام ، وكثبات القدم في الجهاد من العشرة إلى النصف لكن أكثرها كان أشق.
وأما الثاني ففي غالب الأمر لا يمكن الجمع بين الناسخ والمنسوخ لتضادهما
__________________
(١) سورة الأنفال. ٦٣.