من نفسه ما هو سائلهم ورجل لم يقدم رجلا ولم يؤخر رجلا حتى يعلم أن ذلك لله رضا ورجل لم يعب أخاه المسلم بعيب حتى ينفي ذلك العيب عن نفسه فإنه لا ينفي منها عيبا إلا بدا له عيب وكفى بالمرء شغلا بنفسه عن الناس.
______________________________________________________
أحسنها وأعظمها ، وقد يجاب بأنه يمكن أن لا يكون هناك إلا ظل العرش يظل بها من يشاء من عباده المؤمنين ولكن ظل العرش لما كان لا ينال إلا بالأعمال ، وكانت الأعمال تختلف فيحصل لكل عامل ظل يخصه من ظل العرش بحسب عمله وإضافة الظل إلى الأعمال باعتبار أن الأعمال سبب لاستقرار العامل فيه.
وقال الطيبي : في ظل عرش الله ، أي في ظل الله من الحر والوهج في الموقف ، أو أوقفه الله في ظل عرشه حقيقة وقال النووي : قيل : الظل عبارة عن الراحة والنعيم ، نحو هو في عيش ظليل ، والمراد ظل الكرامة لا ظل الشمس لأن سائر العالم تحت العرش ، وقيل : يحتمل جعل جزء من العرش حائلا تحت فلك الشمس ، وقيل : أي كنه من المكاره ووهج الموقف ويوم لا ظل إلا ظله أي دنت منهم الشمس واشتد الحر وأخذهم العرق ، وقيل : أي لا يكون من له ظل كما في الدنيا.
قوله عليهالسلام : لم يقدم رجلا ، بكسر الراء في الموضعين وهي عبارة شايعة عند العرب والعجم في التعميم في الأعمال أو الأفعال ، أو التقديم كناية عن الفعل ، والتأخير عن الترك ، كما يقال في التردد في الفعل والترك يقدم رجلا ويؤخر أخرى ، وأما قراءة رجلا بفتح الراء وضم الجيم فهو تصحيف.
قوله عليهالسلام : حتى ينفي قيل : « حتى » هنا مثله في قوله تعالى « حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ » (١) في التعليق على المحال لتتمة الخبر « وكفى بالمرء شغلا » الباء زائدة وشغلا تميز ، والمعنى من شغل بعيوب نفسه وإصلاحها لا يحصل له فراغ ليشتغل بعيوب الناس وتفتيشها ولومهم عليها.
__________________
(١) سورة الأعراف : ٤٠.