فإنهم أولى ببره وذات يده ووصلت العشيرة أخاها إن عثر به دهر وأدبرت عنه دنيا فإن المتواصلين المتباذلين مأجورون وإن المتقاطعين المتدابرين موزورون قال ثم بعث راحلته وقال حل.
١٩ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن عثمان بن عيسى ، عن يحيى ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال أمير المؤمنين عليهالسلام لن يرغب المرء عن عشيرته وإن كان ذا مال وولد وعن مودتهم وكرامتهم ودفاعهم بأيديهم وألسنتهم هم أشد
______________________________________________________
ووصلت العشيرة ، والنكرة هنا للعموم نحوها في قولهم : أنجز حرما وعد « إن عثر به » الباء للتعدية يقال : عثر كضرب ونصر وعلم وكرم أي كبا وسقط « وقال حل » في أكثر النسخ بالحاء المهملة ، وفي القاموس : حلحلهم أزالهم عن مواضعهم وحركهم فتحلحلوا ، والإبل قال لها حل حل منونين أو حل مسكنة. وقال في النهاية : حل ، زجر للناقة إذا حثثتها على السير ، انتهى.
وقيل : هو بالتشديد أي حل العذاب على أهل البصرة لأنه كان متوجها إليهم ، ولا يخفى ما فيه.
وفي بعض النسخ بالخاء المعجمة : أي خل سبيل الراحلة كان السائل كان آخذا بغرز راحلته ، وهو المسموع عن المشايخ رضي الله عنهم.
الحديث التاسع عشر : ضعيف.
« لن يرغب المرء » نهي مؤكد مؤبد في صورة النفي « وإن كان ذا مال وولد » فلا يتكل عليهما فإنهما لا يغنيانه عن العشيرة ، وعشيرة الرجل قبيلته ، وقيل : بنو أبيه الأدنون « وعن مودتهم وكرامتهم » الإضافة فيهما إلى الفاعل أو إلى المفعول والأول أنسب بقوله : ودفاعهم بأيديهم وألسنتهم ، فإن الإضافة فيه إلى الفاعل ، وكون الجمع باعتبار عموم المرء بعيد جدا.
وفي نهج البلاغة : أيها الناس أنه لا يستغني الرجل وإن كان ذا مال عن عشيرته