الناس حيطة من ورائه وأعطفهم عليه وألمهم لشعثه إن أصابته مصيبة أو نزل به بعض مكاره الأمور ومن يقبض يده عن عشيرته فإنما يقبض عنهم يدا واحدة وتقبض عنه منهم أيدي كثيرة ومن يلن حاشيته يعرف صديقه منه المودة ومن بسط يده
______________________________________________________
ودفاعهم عنه بأيديهم وألسنتهم وهم أعظم الناس حيطة من ورائه والمهم لشعثه وأعطفهم عليه عند نازلة إذا نزلت به ، ولسان الصدق يجعله الله للمرء في الناس خير له من المال يورثه غيره ، انتهى.
وهو يعين الإضافة إلى الفاعل ، ويحتمل أن يكون المراد بكرامتهم رفعة شأنهم بين الناس لا إكرامهم له.
« هم أشد الناس حيطة » أي حفظا في القاموس : حاطه حوطا وحيطة وحياطة حفظه وصانه وتعهده ، والاسم الحوطة والحيطة ويكسر ، انتهى.
وهذا إذا كان حيطة بالكسر كما في بعض نسخ النهج وفي أكثرها حيطة كبينة بفتح الباء وكسر الياء المشددة وهي التحنن « من ورائه » أي في غيبته ، وقيل : أي في الحرب والأظهر عندي أنه إنما نسب إلى الوراء لأنها الجهة التي لا يمكن التحرز منها ، ولذا يشتق الاستظهار من الظهر « وعطف عليه » أي أشفق ، وفي النهاية : الشعث انتشار الأمر ، ومنه قولهم : لم الله شعثه ، ومنه حديث الدعاء : أسألك رحمة تلم بها شعثي ، أي تجمع بها ما تفرق من أمري.
« ومن يقبض يده » قد مر في باب المداراة أنه يحتمل أن يكون المراد باليد هنا النعمة والمدد والإعانة ، أو الضرر والعداوة ، وكان الأول هنا أنسب ، وفي النهج : فإنما تقبض منه عنهم يد واحدة وتقبض منهم عنه أيد كثيرة « ومن يلن حاشيته » قال في النهاية في حديث الزكاة خذ من حواشي أموالهم ، هي صغار الإبل كابن مخاض وابن لبون واحدها حاشية ، وحاشية كل شيء جانبه وطرفه ، ومنه أنه كان يصلي في حاشية المقام أي جانبه وطرفه تشبيها بحاشية الثوب ، وفي القاموس : الحاشية جانب