عليهالسلام وأما قول الله عز وجل : « إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ
______________________________________________________
لشمولها بعمومها له.
وعلى التقديرين الاستشهاد إما لأصل البر أو لأن إطلاق الآية شامل للإنفاق قبل السؤال وحال الغناء لعدم التقييد فيها بالفقر والسؤال ، فلا حاجة إلى ما تكلفه بعض الأفاضل حيث قال : كان الاستشهاد بالآية الكريمة أنه على تقدير استغنائهما عنه لا ضرورة داعية إلى قضاء حاجتهما كما أنه لا ضرورة داعية إلى الإنفاق من المحبوب ، إذ بالإنفاق من غير المحبوب أيضا يحصل المطلوب إلا أن ذلك لما كان شاقا على النفس فلا ينال البر إلا به فكذلك لا ينال بر الوالدين إلا بالمبادرة إلى قضاء حاجتهما قبل أن يسألاه وإن استغنيا عنه ، فإنه أشق على النفس لاستلزامه التفقد الدائم ، ووجه آخر وهو أن سرور الوالدين بالمبادرة إلى قضاء حاجتهما أكثر منه بقضائها بعد الطلب كما أن سرور المنفق عليه بإنفاق المحبوب أكثر منه بإنفاق غيره ، انتهى.
وأقول : سيأتي في الكتاب وروى العياشي أيضا أن في قراءة أهل البيت عليهمالسلام « ما تنفقون » بدون من فالإطلاق بل العموم أظهر ، ويمكن أن يقال : على تقدير تعميم البر كما هو المشهور أنه لما استفيد من الآية أن الرجل لا يبلغ درجة الأبرار إلا إذا أنفق جميع ما يحب ولم يذكر الله المنفق عليهم ، وقد ثبت أن الوالدين ممن تجب نفقته فلا بد من إنفاق كل محبوب عليهم سألوا أم لم يسألوا.
قال الطبرسي (ره) : البر أصله من السعة ومنه البر خلاف البحر ، والفرق بين البر والخير أن البر هو النفع الواصل إلى الغير ابتداء مع القصد إلى ذلك ، والخير يكون خيرا وإن وقع عن سهو ، وضد البر العقوق وضد الخير الشر أي لن تدركوا بر الله لأهل الطاعة.
واختلف في البر هنا فقيل : هو الجنة عن ابن عباس وغيره ، وقيل : هو