كل نقطة من نقاط منطقة البروج طالع افق من الآفاق.
والجواب أنه يمكن أن يكون المراد بطالع الدنيا طالع قبة الارض أي موضع من الرابع المسكون في وسط خط الاستواء يكون طوله من جانب المغرب على المشهور أو المشرق على رأي أهل الهند تسعين درجة ، وقد تطلق على موضع من الارض يكون طوله نصف طول المعمورة منها أعني تسعين درجة. وعرضه نصف أرض المعمورة منها أي ثلاثة وثلاثين درجة تخمينا ، ومن خواص القبة أنه إذا وصلت الشمس فيها إلى نصف النهار كانت طالعة على جميع بقاع الربع المسكون نهارا ، فظهرت النكتة في التخصيص. ويمكن أن يكون الطالع هنا بالقياس إلى الكعبة لانها وسط الارض خلقا وشرعا وشرفا.
الرابع كون الكواكب في مواضع شرفها ، لا يستقيم على قواعد المنجمين واصطلاحاتهم ، إذ عطارد شرفه عندهم في السنبلة ، وشرف الشمس في الحمل ، ولا يبعد العطارد عن الشمس بهذا المقدار ، ولقد خبط الطبري (١) وغيره في ذلك فحكموا بكون عطارد أيضا حينئذ في الدرجة الخامسة عشر من السنبلة نقلا من جماهير الحكماء.
والجواب أنه عليهالسلام يمكن أن يكون بنى ذلك على ما هو المقرر عنده لا ما زعمه المنجمون في شرف عطارد ، أو يقال : إن عطارد مستثنى من ذلك وأحال ذلك على ما هو المعلوم عندهم ، أو يقال : المراد بالكواكب الاربعة المفصلة اعتمادا على ذكرها بعده.
الخامس أن المقرر في كتب الاحكام في بحث القرانات أن السبعة كانت مجتمعة في أول الحمل ، ولو فرض أنهم أخطأوا في ذلك كان على الفضل وسائر الحضار المتدربين في صنعة النجوم أن يسألوا عن ذلك ويراجعوا فيه ولم ينقل منهم ذلك.
والجواب أنهم ليسوا متفقين في ذلك كما يظهر من الطبري وغيره ، فلعل
____________________
(١) في المخطوطة : ولقد خبط الطبرى في تاريخه.