ووافقهم على ذلك جمع من أساطين الحكمة وقدماء الفلاسفة ، مثل ثاليس ، و انكساغورس ، وانكسيمايس ، من أهل « ملطية » ومثل فيثاغورس ، وأنباذقلس ، و سقراط ، وأفلاطن ، من أهل « آثينية » و « يونان » وجماعة من الشعراء والاوايل والنساك.
وإنما القول بقدم العالم وأزلية الحركات بعد إثبات الصانع والقول بالعلمة الاولى إنما ظهر بعد أرسطاطاليس ، لانه خالف القدماء صريحا وأبدع هذه المقالة على قياسات ظنها حجة وبرهانا. وصرح القول فيه من كان من تلامذته مثل الاسكندر الافروديسي ، وثامسطيوس ، وفرفوريوس. وصنف برقلس المنسب إلى أفلاطون في هذه المسألة كتابا أورد فيه هذه الشبه (١).
وقال السيد الداماد ره : من النقل الذائع الصحيح المتواتر أن أفلاطن والستة الباقين من الاساطين وغيرهم من القدماء على حدوث عالمي الامر والخلق بجميع أجزائه ، وأرسطوا وتلامذته على قدمه (٢) « انتهى » لكن الظاهر أنه كان مذهب أفلاطون حدوث الزمانيات فقط ، لاشتهار القول بقدم النفوس والبعد المجرد عنه (٣). وقال السيد ره في القبسات : القول بقدم العالم نوع شرك. وقال في
____________________
(١) نقل في القبسات الكلام الاخير أعنى من قوله « وإنما القول بقدم العالم .. » الخ عن كتاب الملل والنحل.
(٢) القبسات : ١٧. نقله بالمعنى :
(٣) هذا يؤيد قول السيد الداماد ره ان محط النزاع هو الحدوث الدهرى لا الحدوث الزمانى ، قال بعد نقل قول افلاطون وارسطو ما هذا لفظه : فلا يصح ان يعنى بهما القدم والحدوث الذاتيان بتة ولا ان يتوهم ان حريم النزاع هو الحدوث الزمانى ، اما يشعر أن من العالم المبحوث عن حدوثه نفس الزمان إلى ان قال فكيف يظن بافلاطن وسقراط ومن في مرتبتهما من افاخم الفلاسفة وأئمتهم انهم ينسبون الحدوث الزمانى للعالم الاكبر ويقولون ان نفس الزمان ومحله وحامل محله والجواهر المفارقة مسبوقة الوجود بالزمان وحاصلة الذات في الزمان وليس يتفوه بذلك من في دائرة العقلاء والمحصلين؟! وقال في رسالة « مذهب ارسطاطاليس » بعد كلام له : ولا يزيغ عن السبيل ولا يذهب إلى القول بحدوث الكل حدثا زمانيا كيانيا في زمان او آن عن عدم ممتد لاالى بداية الافريق من المهوشين في الدورة اليونانية وجماهر المتكلفين في الملة الاسلامية.