الاجسام بالدلائل المشهورة عند المتكلمين.
والسيد المرضتى ره في كتاب « الغرر » أورد دلائل على إبطال القول بالهيولى القديمة.
وقال الشيخ المحقق أبوالفتح الكراجكي (١) تلميذ السيد المرتضى قدس الله نفسهما في كتاب « كنزالفوائد » : اعلم أيدك الله أن من الملاحدة فريقا يثبتون الحوادث ومحدثها ، ويقولون إنه لا أول لوجودها ، ولا ابتداء لها ، ويزعمون أن الله سبحانه لم يزل يفعل ولا يزال كذلك ، وأن أفعال لا أول لها ولا آخر ، فقد خالفونا في قولهم أن الافعال لا أول لها ، إذ كنا نعتقد أن الله تعالى ابتدأها وأنه موجود قبلها ، ووافقونا بقولهم أنه لا آخر لها لانهم وإن ذهبوا في ذلك إلى بقاء الدنيا على ما هي عليه ، واستمرار الافعال فيها ، وأنه لا آخر لها فإنا نذهب في دوام الافعال إلى وجه آخر وهو تقتضي أمر الدنيا وانتقال الحكم إلى الآخرة واستمرار الافعال فيها من نعيم أهل الجنة الذي لا ينقطع عن
____________________
في ذيل الصفحة « ٢٢٣ » فتدبر ، وقريب منه كلام الشيخ الكراجكى حيث نسب قدم العالم إلى الدهرية القائلين بعدم تناهى افراد الانسان والحيوان من جهة البدء ، لكنهم غير قائلين بالصانع الحكيم ولعله رحمه الله ألحق بهم من يقول بقدم الطبائع الكلية وعدم تناهى افرادها في البداية والنهاية وان قال بالصانع الحكيم أيضا ، وسيأتى كلام له صريح في ان الزمان فعل من افعال الله وانه ليس بين الواجب تعالى واول الافعال زمان أصلا ، بل القول بثبوت زمان عندئذ يناقض القول بالحدوث. وهو يفسر قوله ههنا « ان الله موجود قبل الافعال » بأن تلك القبلية ليست هى القبلية الزمانية المقتضية لوجود زمان قبل الخلق فتأمل.
(١) هو ابوالفتح محمد بن على بن عثمان الكراجكى شيخ فقيه جليل يعبر عنه الشهيد كثيرا ما في كتبه بالعلامة مع تعبيره عن العلامة الحلى ره بالفاضل. ترجمه صاحب المستدرك وذكر مؤلفاته ومشايخه منهم الشيخ المفيد والسيد المرتضى وسلار بن عبدالعزيز الديلمى.
وكتابه « كنزالفوائد » من الكتب المشهورة ، وقد اخذ منه جل من أتى بعده توفى رحمه الله كما عن تاريخ اليافعى سنة « ٤٤٩ » والكراجكى بالكاف المفتوحة والراء المهملة والجيم المضمومة نسبة إلى « كراجك » قرية على باب واسط.