٣٥ ـ وعن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : خلق الله لوحا من درة بيضاء ، دفتاه من زبرجدة خضراء ، كتابه من نور ، يلحظ إليه في كل يوم ثلاثمأة وستين لحظة ، يحيي ، ويميت ، ويخلق ويرزق ، ويعز ويذل ، ويفعل ما يشاء (١).
____________________
(١) الدر المنثور : ج ٦ ، ص ٣٣٥ أقول : الروايات في كون خلق القلم قبل خلق العالم كثيرة جدا يوثق بصدور بعضها إجمالا ، وقد ذكرنا مرارا ان من العالم الزمان والمكان وانه ان وجد شئ قبلهما كان غنيا عنهما ، وليس إلا ما هو مجرد عن شوائب المادة ونقائصها ويؤيد ذلك ما ورد في كون القلم واللوح ملكين فتفطن ، ولعل السرفى التعبير عنهما بالنور هو تنزههما عن ظلمات المادة وغواشى الطبيعة كما ذكرنا في نور النبى والائمة عليهم الصلاة والسلام وعلى هذا فعلة عدم التصريح بالتجرد عن المادة والاقصتار على الرمز والاشارة في أمثال هذه الروايات هى الشفقة على عامة الناس لقصور فهم الاكثر عن درك حقيقته بل عن تصوره أيضا والله العالم وكيف كان فالتصديق الاجمالى بما ورد عن النبى وعترته المعصومين عليهم الصلاة والسلام في أمثال هذه المقامات أقرب إلى السلامة وأبعد عن الخطاء والزلة والله الهادى.