مدخلاً كبيراً للايذان بفتح الاَبواب مشرعة أمام قيام المدارس التي تنتهج المبدأ السائد والمعروف في كتابة التأريخ بالشكل الذي جعله معرضاً للاَخذ والرد والنقاش ، ولم يوفّق بالتالي في اداء المهمة المقدّسة المتعلّقة به ، والمناطة بكتّابه.
ولا مناص من القول بان هذا المنهج ـ القائل بأنّ استمرار الحكم
__________________
=
والحقائق الدالة على حقيقة هذا التوجه الخبيث الرامي الى دفع حالة الاستقطاب الكبرى لاَهل البيت عليهمالسلام بواسطة سياسة حرف أنظار التأريخ وعيونه عن اعتمادهم كمراكز وأقطاب مقدّسة ـ يُدرس التأريخ وتقام صروحه من خلال آفاقها الواسعة ، ومعطياتها الكبرى التي أقامها لهم الشارع المقدّس ـ والمرتكزة في أوضح أبوابها على اسلوب الارهاب والقتل والتشريد ، وذلك ليس بخاف على أحد.
نعم ، فاذا كان مصير حجر بن عدي وأصحابه ، ورشيد الهجري ، وعبدالله بن يقطر ، وميثم التمّار ـ الذي أظهر اسلوب قتله حقيقة السياسة الاموية التي أشرنا اليها بأوضح صورها ، وحيث صلب على نخلة ، ثم الجم لما لم يكف عن التحدّث عن فضل أهل البيت عليهمالسلام ومنزلتهم العظيمة ، وما يعنيه هذا من تركيز حاد لعيون التأريخ عليهم ، وبالتالي ابتناء المنهج الدي تخشاه الدولة الاموية ، ومن تبعهم من العبّاسيين ومن لف لفهم ـ وغيرهم القتل الذريع بايدي أزلام الدولة الاموية ، ومنفذي سياستها الوسخة ، فان زعيم هذه الدولة الفاسدة كان قد أقام لاتباعه اُسس هذا النظام ومناهجه من خلال ما عمّمه في كتابه الشهير الى عمّاله والذي ينص على أن : برئت الذمة ممّن روى شيئاً من فضل أبي تراب وأهل بيته.
قال ابن أبي الحديد المعتزلي بعد اشارته الى هذا الكتاب : فقامت الخطباء في كلّ كورة ، وعلى كلّ منبر يلعنون علياً!! ويبرءون منه!! ويقعون فيه وفي أهل بيته...!!
وأضاف : وكتب معاوية الى عمّاله أن لا يجيزوا لاَحد من شيعة علي وأهل بيته شهادة. وأن من قامت عليه البيّنة أنه يحبّ علياً فان اسمه يُمحى من الديوان ، ويُسقط عطاؤه ورزقه ، وأمّا من يُتهم بمولاة أهل هذا البيت فانه يُنكّل به ، وتُهدم داره...
وللقارىء الكريم أن يتأمل في ما تعنيه سياسة تكميم الاَفواه هذه ، وما تشكّله من خطورة في حرف التأريخ ، وصرفه عن الحقائق الكبرى.