قالت : «جواري في جوار رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم».
قال : فتأمرين ابنيك أن يجيرا بين الناس؟
قالت : «والله ما يدري ابناي ما يجيران من قريش».
فخرج فلقي عليّاً عليهالسلام فقال : أنت أمسّ القوم بي رحماً ، وقد اعتسرت عليّ الاُمور ، فاجعل لي منها وجهاً.
قال : «أنت شيخ قريش تقوم على باب المسجد فتجير بين قريش ثمّ تقعد على راحلتك وتلحق بقومك».
قال : وهل ترى ذلك نافعي؟
قال : «لا أدري».
فقال : يا أيّها الناس إنّي قد أجرت بين قريش ، ثمّ ركب بعيره وانطلق فقدم على قريش ، فقالوا : ما وراءك؟ قال : جئت محمّداً فكلّمته فوالله ما ردّ عليّ شيئاً ، ثمّ جئت ابن أبي قحافة فلم أجد عنده خيراً ، ثمّ جئت إلى ابن الخطّاب فكان كذلك ، ثمّ دخلت على فاطمة فلم تجيبني ، ثمّ لقيت عليّاً فأمرني أن أجير بين الناس ففعلت.
قالوا : هل أجاز ذلك محمد؟
قال : لا أدري.
قالوا : ويحك ، لعب بك الرجل ، أوَأنت تجير بين قريش؟! (١).
فصل
قال : وخرج رسول الله يوم الجمعة حين صلّى العصر لليلتين مضتا من شهر رمضان ، فاستخلف على المدينة أبا لبابة بن عبد المنذر ، ودعا
____________
(١) المناقب لابن شهر آشوب ١ : ٢٠٦ ، وتاريخ الطبري ٣ : ٤٦ ، وسيرة ابن كثير ٣ : ٥٣٠ ، وفي الأخيرين باختلاف يسير ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٢١ : ١٢٦.