جميع أصحاب محمد إلى يوم القيامة (١).
وروى الواقدي قال : حدّثنا عبد اللهّ بن جعفر ، عن (ابن أبي عون ) (٢) عن الزهري قال : جاء عمرو بن عبد ود وعكرمة بن أبي جهل وهبيرة بن أبي وهب ونوفل بن عبدالله بن المغيرة وضرار بن الخطّاب الفهري في يوم الأحزاب إلى الخندق فجعلوا يطيفون به يطلبون مضيقاً منه ليعبروا ، فانتهوا إلى مكان أكرهوا خيولهم فيه فعبرت ، وجعلوا يجولون بخيلهم فيما بين الخندق وسلع ، والمسلمون وقوف لا يقدم أحدٌ منهم عليهم ، وجعل عمرو بن عبد ود يدعوإلى البراز ويقول :
ولقد بَحِحت من النداء بجمـ |
|
ـعهم : هل مِن مبارز؟ |
ـ الأبيات ـ.
في كلّ ذلك يقوم عليّ بن أبي طالب عليهالسلام من بينهم ليبارزه فيامره رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بالجلوس انتظاراً منه ليتحرّك غيره ، والمسلمون كأن على رؤوسهم الطير لمكان عمرو بن عبد ود وممّن معه ووراءه ، وكان عمرو فارس قريش وكان يعدّ بالف فارس ، فلما طال نداء عمرو بالبراز وتتابع قيام عليّ عليهالسلام قال له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ادن منّي» فدنا منه ، فنزع عمامته عن رأسه وعمّمه بها وأعطاه
_________
(١) ارشاد المفيد ا : ١٥٣ ، ارشاد القلوب : ٢٤٥ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٩ : ٦٠.
(٢) في نسختي «ط» و«ق» : ابن عون ، وفي نسخة «م» : ابي ، واثبتنا الصواب ، وهو عبدالرحمن ابن ابي عون ، ويعرف بابن ابي عون ، وهو موافق لما في مغازي الواقدي وارشاد المفيد.
ذكره ابن حجر في تهذيبه (٦ : ٣٨٨ | ٨٢٠) وقال : عبدالواحد بن ابي عون الدوسي ، ويقال الأويسي المدني ، روى عن سعد بن إبراهيم ، والقاسم بن محمد ، وسعيد المقبري ، وابن المنكدر ، والزهري...
توفي سنة (١٤٤هـ ).