كاتبني من المدينة وأنه كلَ حاجة تكون لك. وتقدّم بكسوته وكسوة أهله ، وأنفذ معهم في جملة النعمان بن بشير رسولاً تقدّم إليه أن يسير بهم في الليل ويكونوا أمامه حيث لا يفوتون طرفة عين ، فإذا نزلوا تنحّى عنهم وتفرّق هو وأصحابه حولهمِ كهيئة الحرس لهم ، وينزل منهم حيث لو أراد إنسان من جماعتهم وضوءاًَ أو قضاء حاجة لم يحتشم ، فسار معهم في جملة النعمان ابن بشير ، فلم يزل يرفق بهم في الطريق حتى وصلوا إلى المدينة
فجميع من قتل مع الحسين عليهالسلام من أهل بيته بطفّ كربلاء ثمانية عشر نفساً ، هو صلوات الله عليه تاسع عشرهم ، منهم : العبّاس ، وعبدالله ، وجعفر ، وعثمان بنو أمير المؤمنين عليهالسلام ، أمّهم اُمّ البنين.
وعبيدالله ، وأبو بكر ابنا أمير المؤمنين عليهالسلام ، اُمّهما ليلى بنت مسعود الثقفيّة.
وعليّ ، وعبدالله ابنا الحسين عليهالسلام.
والقاسم ، وعبدالله ، وأبو بكر بنو الحسن بن عليّ عليهماالسلام.
ومحمّد ، وعون ابنا عبدالله بن جعفر بن أبي طالب.
وعبدالله ، وجعفر ، وعقيل (١) ، وعبدالرحمن بنو عقيل بن أبي طالب.
__________________
=
نعم إنَ هذا القول ـ إن صح صدوره عنه ـ فإنّه والله تعالى من مهازل الدهر التي تبقى شاهدة على أحابيل الطغاة ، وأكاذيب الفراعنة الفاسقين ، وإلاّ فمَنْ كان ابن زياد ، وابنسعد ، وابن الجوشن وغيرهم من شذاذ الآفاق ومزابل التأريخ ، هل كانوا إلاّ سيوف يزيد التي تنقاد لإرادته ، وتستجيب مذعنة لمشيئته؟ بل وهل يخفى على أحد تسلسل الأحداث منذ أنهلك معاوية وحتى العاشر من محرم ، وكيف كان الأمر يدور برمًته بين أصابع يزيد القذرة ، ولا ينطلق إلاّ منه؟
إنها دعوة صادقة للتأمل والتدبر مرة بعد اُخرى في هذهِ الأحداث برمتها ، ثم الحكم بعدذلك على مثل هذه الاقوال وفق هذا الفهم السليم.
(١) كذا ، وهو اشتباه واضح ، حيث لم تذكر المصادر التاريخية وجود من يسمى بعقيل في ولد
=