(الفصل الثالث)
في ذكر مدة حياته صلى الله عليه وآله وسلّم
عاش صلىاللهعليهوآلهوسلم ثلاثاً وستين سنة ، منها مع أبيه سنتين وأربعة أشهر ، ومع جدّه عبدالمطلب ثمان سنين ، ثمّ كفّله عمّه أبو طالب بعد وفاة جدّه عبدالمطّلب فكان يكرمه ويحميه وينصره أيّام حياته(١).
وذكر محمّد بن إسحقاق بن يسار : أنّ أباه عبدالله مات واُمّه حبلى ، وقيل أيضاً : إنّه مات والنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ابن سبعة أشهر(٢)
وذكر ابن إسحقاق قال : قدمت آمنة بنت وهب اُمّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم به على أخواله من بني عديّ بن النجّار بالمدينة ثمّ رجعت به حتّى إذا كانت بالاَبواء هلكت بها ورسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ابن ستّ سنين(٣).
وروي عن بريدة قال : انتهى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى رسم قبر فجلس وجلس الناس حوله فجعل يحرّك رأسه كالمخاطب ثمّ بكى ، فقيل : ما يبكيك يا رسول الله؟ قال : «هذا قبر آمنة بنت وهب استأذنت ربّي في أن أزور قبرها فأذن لي فأدركتني رقّتها فبكيت» فما رأيته ساعة أكثر باكياً من تلك الساعة (٤).
__________________
(١) أنظر : كشف الغمة ١ : ١٦ ، والطبقات الكبرى ١ : ١١٩ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ : ١٣ و ١٤ ، ومروج الذهب ٣ : ١٤ | ١٤٦٠ ، ودلائل النبوة للاصبهاني ١ : ٢٠٩ | ١٠٣ و ١٠٤ ، ودلائل النبوة للبيهقي ١ : ١٨٨ ، وصفة الصفوة ١ : ٦٥.
(٢) انظر : دلائل النبوة للبيهقي ١ : ١٨٧ ـ ١٨٨.
(٣) سيرة ابن اسحقاق : ٦٥ ، دلائل النبوة للبيهقي ١ : ١٨٨.
(٤) الطبقات الكبرى ١ : ١١٧ ، دلائل النبوة للبيهقي ١ : ١٨٩.