المحدّثون في كتبهم لطال الكتاب ، فإن نبيّنا صلىاللهعليهوآلهوسلم أكثر الأنبياء أعلاماً ، وقد ذكر بعض المصنّفين : أنّ أعلامه تبلغ ألفاً ، فالأولى الاقتصار على الاختصار ، وسنذكر بعض آياته وأعلامه ومعجزاته صلىاللهعليهوآلهوسلم فيما يأتي من أخبار مبعثه إلى هجرته وغزواته وقدوم الوفود عليه إلى وقت وفاته على سبيل الاِيجاز إن شاء الله تعالى.
وأما آياته صلوات الله عليه وآله في إخباره بالغائبات والكوائن بعده فأكثر من أن تحصى وتعدّ :
فمن ذلك : ما روي عنه في معنى قوله تعالى : (لِيُظهِرَهُ عَلَى الدّينِ كُلّهِ وَلَو كَرِهَ المُشرِكُونَ) (١) وهو ما رواه اُبيّ بن كعب : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «بشّر هذه الاُمّة بالسناء والرفعة والنصرة والتمكين في الاَرض ، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب» (٢).
وروى بريدة الاَسلمي : أنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «ستبعث بعوث ، فكن في بعث يأتي خراسان ، ثمّ اسكن مدينة مرو فإنّه بناها ذو القرنين ودعا لها بالبركة وقال : لا يصيب أهلها سوء» (٣).
وروى أبو هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لا تقوم الساعة حتّى تقاتلوا خوزاً وكرمان قوماً من الاَعاجم ، حمر الوجوه ، فطس(٤) الاُنوف ، صغار الأعين ، كأنّ وجوههم المجان (٥) المطرقة» (٦).
__________________
(١) التوبة ٩ : ٣٣ ، الصف ٦١ : ٩.
(٢) مسند أحمد ٥ : ١٣٤ ، دلائل النبوة للبيهقي ٦ : ٣١٦.
(٣) دلائل النبوة للاصبهاني ٢ : ٧٠٠ ، دلائل النبوة للبيهقي ٦ : ٣٣٢.
(٤) الفطس : انخفاض قصبة الانف وانفراشها «النهاية ٣ : ٤٥٨».
(٥) المجان : الترس والترسة «لسان العرب ١٣ : ٤٠٠».
(٦) صحيح البخاري ٤ : ٢٣٨ ، مستدرك الحاكم ٤ : ٤٧٦ ، دلائل النبوة للبيهقي ٦ : ٣٣٦ ،
=