١ ـ كا : عن علي ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : الطاعم الشاكر له من الاجر كأجر الصائم المحتسب ، والمعافى الشاكر له من الاجر كأجر المبتلى الصابر ، والمعطى الشاكر له من الاجر كأجر المحروم القانع (١).
تبيين : قال الراغب : الشكر تصور النعمة وإظهارها قيل : وهومقلوب عن الكشر أي الكشف ويضاده الكفر ، وهونسيان النعمة وسترها ، ودابة شكور مظهر بسمنه إسداء صاحبه إليه ، وقيل : أصله من عين شكرى : أي ممتلئة فالشكر على هذاهو الامتلاء من ذكر المنعم عليه ، والشكر ثلاثة أضرب : شكر بالقلب ، وهو تصور النعمة ، وشكر باللسان وهوالثناء على المنعم ، وشكر بسائر الجوارح وهو مكافاة النعمة بقدر استحقاقها انتهى (٢).
وقال المحقق الطوسي قدسسره : الشكر أشرف الاعمال وأفضلها واعلم أن الشكر مقابلة النعمة بالقول والفعل والنية وله أركان ثلاثة :
الاول معرفة المنعم وصفاته اللائقة به ، ومعرفة النعمة من حيث إنها نعمة ولاتتم تلك المعرفة إلابأن يعرف أن النعم كلها جليها وخفيها من الله سبحانه وأنه المنعم الحقيقي وأن الاوساط كلها منقادون لحكمه مسخرون لامره.
الثاني الحال التي هي ثمرة تلك المعرفة ، وهي الخضوع والتواضع والسرور بالنعم ، من حيث إنها هدية دالة على عناية المنعم بك وعلامة ذلك أن لاتفرح من الدنيا إلابما يوجب القرب منه.
الثالث العمل الذي هوثمرة تلك الحال فان تلك الحال إذاحصلت في القلب حصل فيه نشاط للعمل الموجب للقرب منه ، وهذا العمل يتعلق بالقلب واللسان والجوارح :
أماعمل القلب فالقصد إلى تعظيمه وتحميده وتمجيده ، والتفكر في صنائعه
___________________
(١) الكافى ج ٢ ص ٩٤.
(٢) المفردات للراغب ص ٢٦٥.