على التقية أيضا.
وقال في الذكري : نقل في المعتبر عن الخلاف ، أن الامام والمأموم يقولان الحمدلله رب العالمين أهل الكبرياء والعظمة ، ثم قال : وهو مذهب علمائنا ، وأنكر في المعتبر ربنا ولك الحمد ، وذكر أن المروي ماذكره الشيخ قال في المبسوط : وإن قال ربنا ولك الحمد لم تفسد صلاته وروايتنا لاواو فيها.
والعامة مختلفون في ثبوتها وسقوطها ، فمنهم من أسقطها لانها زيادة لامعنى لها وهو منسوب إلى الشافعي ، والاكثر على ثبوتها ، فمنهم من زعم أنها واو العطف و المعطوف هنا مقدر والواو يدل عليه وتقديره ربنا حمدناك ولك الحمد ، فيكون ذلك أبلغ في الحمد ، وزعم بعضهم أن الواو قد تكون مقحمة في كلام العرب ، وهذه منها لورود اللفظين في الاخبار الصحاح عندهم.
قال ابن أبي عقيل : وروي اللهم لك الحمد ملء السموات وملء الارض وملء ماشئت من شئ بعد (١) والذي أنكره في المعتبر تدفعه قضية الاصل والخبر حجة عليه ، وطريقه صحيح ، وإليه ذهب صاحب الفاخر ، واختاره ابن الجنيد ولم يقيده بالمأموم.
واستحب في الذكر هنا ( بالله أقوم وأقعد ) وذهب ابن أبي عقيل في ظاهر كلامه وابن إدريس ـ وصرح به أبوالصلاح وابن زهرة ـ إلى أنه يقول : ( سمع الله لمن حمده ) في حال ارتفاعه ، وباقي الاذكار بعد انتصابه ، وهو مردود بالاخبار المصرحة بأن الجميع بعد انتصابه ، وهو قول الاكثر انتهى.
أقول : إنما عدل المحقق قدس سره وغيره عن ( ربنا لك الحمد ) لاشتهاره بين العامة ، وذلك مما يحدث الريب فيه ، وكذا عدلوا عما رواه ابن أبي عقيل لذلك
____________________
(١) أخرجه في مشكاة المصابيح ص ٨٢ عن صحيح مسلم باسناده عن أبى سعيد الخدرى قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله اذا رفع رأسه من الركوع قال : اللهم ربنا لك الحمد ملء السماوات وملء الارض وملء ماشئت من شئ بعد ، أهل الثناء والمجد ، أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد ، اللهم لامانع لما أعطيت ولامعطى لما منعت ، ولاينفع ذا الجد منك الجد ).