الفرقان : والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما (١).
التنزيل : تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون * لا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون (٢).
الزمر : أمن هوقانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه (٣).
____________________
بين نومة ونومة على ما عرفت من معنى التهجد وشهدت به روايات الفريقين.
وقوله عزوجل : « نافلة لك » ينظر إلى ما في قوله عزوجل قبل هذه الاية : « أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا » والمراد بما افترض فيها عليه صلىاللهعليهوآله اقامة صلاة المغرب وصلاة الفجر على ما عرفت في ج ٨٢ ص ٣١٧ ، والمعنى أن هاتين الصلاتين اللتين فرض عليك اقامتهما في هاتين الوقتين كرامة مسبوقة وقد فرض على الانبياء قبلك ، وسيفترضان على امتك بالمدينة ، واما التهجد بالليل والصلاة خلال التهجد فهو زيادة على ذلك ، جعلناه عطية لك خاصة وكرامة خصصتك بها ، وعسى الله عزوجل أن يبعثك بهذه العطية والكرامة مقاما محمودا يغبطك به الاولون والاخرون.
(١) الفرقان : ٦٤.
(٢) السجدة : ١٧١٦ ، وهذه الاية بالنسبة إلى المؤمنين كآية الاسراء : ٧٩ بالنسبة إلى النبى ، والمراد في كلتيهما صلاة الليل بالتهجد ، الا أنها فرض على النبي صلىاللهعليهوآله بظاهر الامر ، ومندوب اليه للمؤمنين بظاهر الاية ، وتأسيا به صلىاللهعليهوآله كما سيجئ توضيحه في آية المزمل : فالتجافى في هذه الاية في قبال التهجد في آية الاسراء ، وقوله تعالى : « فلا تعلم نفس ما أخى لهم من قرة أعين » وقع موقع قوله تعالى : « عسى ربك أن يبعثك مقاما محمودا ». جزاء بما كانوا يعملون.
(٣) الزمر : ٩ ، وقوله تعالى « آناء الليل » لعله اشارة إلى معنى التهجد على ما عرفت.