( والقرآن الحكيم * إنك لمن المرسلين * على صراط مستقيم ).
وأما ( ص ) فعين تنبع من تحت العرش ، وهي التي توضأ منها النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لما عرج به ، ويدخلها جبرئيل عليهالسلام كل يوم دخلة فيغتمس فيهاثم يخرج فينفض أجنحته فليس من قطرة تقطر من أجنحته إلا خلق الله تبارك وتعالى منها ملكا يسبح الله ويقدسه ويكبره ويحمده إلى يوم القيامة.
وأما ( حم ) فمعناه الحميد المجيد ، وأما ( حمعسق ) فمعناه الحليم المثيب العالم السميع القادر القوي ، وأما ( ق ) فهو الجبل المحيط بالارض وخضرة السماء منه ، وبه يمسك الله الارض أن تميد بأهلها ، وأما ( ن ) فهو نهر في الجنة قال الله عزوجل : اجمد! فجمد فصار مدادا ثم قال عزوجل للقلم : اكتب فسطر القلم في اللوح المحفوظ ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة ، فالمداد مداد من نور ، والقلم قلم من نور ، واللوح لوح من نور.
قال سفيان : فقلت له : يا ابن رسول الله بين لي أمر اللوح والقلم والمداد فضل بيان ، وعلمني مما علمك الله ، فقال : يا ابن سعيد لولا أنك أهل للجواب ما أجبتك ، فنون ملك يؤدي إلى القلم ، وهو ملك ، والقلم يؤدي إلى اللوح وهو ملك ، واللوح يؤدي إلى إسرافيل ، وإسرافيل يؤدي إلى ميكائيل ، وميكائيل يؤدي إلى جبرئيل ، وجبرئيل يؤدي إلى الانبياء والرسل صلوات الله عليهم قال : ثم قال لي : قم يا سفيان فلا آمن عليك (١).
٢ ـ فس : أبي ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن محمد بن قيس ، عن أبي جعفر صلوات الله عليه قال : إن حيي بن أخطب وأبا يا سربن أخطب ونفرا من اليهود من أهل نجران أتوا رسول الله صلىاللهعليهوآله فقالوا له : أليس فيما تذكر فيما انزل إليك ( الم )؟ قال : بلى ، قالوا : أتاك بها جبرئيل من عندالله؟ قال : نعم قالوا : لقد بعث أنبياء قبلك ما نعلم نبيا منهم أخبرما مدة ملكه وما أكل امته غيرك ، قال : فأقبل حيى بن أخطب على أصحابه فقال لهم : الالف واحد واللام
____________________
(١) معانى الاخبار ص ٢٢ و ٢٣.