كما هو ملاحظ في النصوص المأثورة في زيارة القبور.
ـ فكثيراً ما كان الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم يقف عند قبور المسلمين فيقول : « السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، وإنّا إن شاء الله بكم لاحقون » ويأمر أصحابه بذلك متىٰ مرّوا بالقبور أو قصدوها بالزيارة (١).
ـ وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم مؤكداً هذا المعنىٰ : « نهيتكم عن زيارة القبور ، فزوروها ، واجعلوا زيارتكم لها صلاةً عليهم واستغفاراً لهم » (٢).
ـ وكثيراً ما جمع صلىاللهعليهوآلهوسلم بين الهدفين : السلام علىٰ الميت ، والعبرة ، ومنه قوله المشهور والوجيز المذكور أولاً في هذه الفقرة : « السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، وإنّا إن شاء الله بكم لاحقون ».
ـ ومنه قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « ألا فزوروا إخوانكم ، وسلّموا عليهم ، فإنّ فيها عبرة » (٣).
ـ وفي المأثور عن أمير المؤمنين عليهالسلام الجمع بين الغرضين ، فقد كان عليهالسلام إذا دخل المقبرة قال : « السلام عليكم يا أهل الديار الموحشة ، والمحالّ المقفرة ، من المؤمنين والمؤمنات.. اللّهم اغفر لنا ولهم ، وتجاوز بعفوك عنّا وعنهم.. الحمد لله الذي جعل لنا الأرض كفاتاً ، أحياءً وأمواتاً ، والحمد لله الذي منها خلقنا.. وإليها معادنا ، وعليها يحشرنا.. طوبىٰ لمن ذكر المعاد ، وعمل
_________________________________
(١) انظر : صحيح مسلم / ١٠٢ و ١٠٣ ـ كتاب الجنائز ـ ، مسند أحمد / ٨٦٦١ ، سنن الترمذي ٣ : ٣٧٠ / ١٠٥٣ ، سنن البيهقي ٤ : ٧٩.
(٢) المعجم الكبير / الطبراني ٢ : ٩٤ / ١٤١٩ ، مجمع الزوائد ٣ : ٥٨.
(٣) مجمع الزوائد ٣ : ٥٨.