وكاعتمادهم على كتاب الله ، فإنّهم أيضاً يعتمدون على سنّة رسوله الكريم في أخذ معالم الدين أصولاً وفروعاً. والسنة المعتبرة عندهم هي ما جاء عن طريق أئمتهم الطاهرين مع عدم نفي ما جاء عن طريق غيرهم إن ثبتت وثاقته.
ورفضهم لكثير من الروايات الواردة في الصحّاح الستّة لا يقصد به رفض حديث الرسول كمصدر للتشريع بعد القرآن ، ورفضهم ذلك نوع من احتياطهم لتنقية حديث الرسول من كلّ ما قد يشوبه من الافتراءات الكاذبة التي نسبت إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ولا تعتقد الشيعة بعدالة كلّ الصحابة ، وتتفاوت درجاتهم بقدر صدقهم وإخلاصهم لله ورسوله ؛ ولذلك لا يأخذوا ما جاء به الصحابي إلا إذا كان ثقة عندهم ، وعلى هذا فلا تكون الشيعة من السبّابين لأصحاب رسول الله ، وإنّما تصف وتقرأ أعمالهم وفق الأخبار الواردة في كتب التاريخ الإسلامي.
إنّ الشيعة ليسوا من القبائل البائدة
التي خيّم الظلام عليها وعلى آثارها ، فعلماؤهم لا يبلغهم الإحصاء ، وامتلأت المكتبات الإسلامية بمؤلّفاتهم شرقاً وغرباً فيتسنى لطالب الحقيقة التعرّف على عقيدة الشيعة من علمائهم ومن كتبهم ، لا من قول كاتب أو مؤلّف بعيد عنها ديناً وعقيدةً ، بل لا يصح الاعتماد على أقوال