واجتماعية وغيرها ، وأنّ الشيعة قد قاوموا سياسة المصالح على حساب الدين التي طبّقها بعض المسلمون بعد وفاة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم مباشرة ، وعلى هذا فإنّ التشيّع بالمعنى الذي حدّد هنا من نصرة علي قد كان قديماً قدم الإسلام ، ثمّ ظهر على شكل دعوة سياسية في أوّل لحظة بعد وفاة النبي ، ولابدّ من أن يظهر للناس ، ولكن لم يكن حزباً بالمعنى المفهوم حالياً من حيث إنّ له مبادئ ومناهج ، وله فروع وأنصار ، وسياسة وخطط ، بل كان حزباً همّه أن يسير الإسلام سيره الطبيعي الذي أراده الله ورسوله ، لهذا وجدناهم يعارضون مع معارضة علي ويوافقون مع موافقته.
تنبيه هام لا بدّ منه : إنّ تقسيم التشيّع إلى هذه الأدوار والمراحل لا يمسّ كنهه وحقيقته ، وإنّما باعتبار الوسائل والأساليب التى اعتمدها الدعاة والأنصار في الاستناد إلى النصوص ، ثمّ النقاش والمناظرة مع المذاهب الأخرى ، وكذا بالنسبة للظروف السياسية والاجتماعية.