ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ) (١). قال الطبرسي : وفي رواية سعيد بن جبير عنه [ ابن عباس ] أنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يعاجل من التنـزيل شدّة وكان يشتدّ عليه حفظه فكان يحرّك لسانه وشفتيه قبل فراغ جبريل من قراءة الوحي فقال سبحانه ( لَا تُحَرِّكْ بِهِ ) أي : بالوحي أو القرآن ( لِسَانَكَ ) يعني بالقراءة ( لِتَعْجَلَ بِهِ ) ، أي : لتأخذه : ( إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ ) في صدرك حتى تحفظه (٢).
المعنى الثاني : جمع القرآن بمعنى كتابته في مصحف واحد. وإذا أريد بالجمع هذا المعنى ، أي : جمع القرآن كلّه بين دفّتي مصحف واحد ، فاختلف العلماء فيه إلى قولين :
القول الأوّل : إنّ القرآن قد اكتمل جمعه في مصحف واحد منذ عصر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأنّ نفراً من الصحابة ، وهم : علي بن أبي طالب ، ومعاذ بن جبل ، وسالم مولى أبي حذيفة ، وأبي بن كعب ، وعبد الله بن مسعود قد جمعوا القرآن كلّه في عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
القول الثاني : إنّ القرآن لم يجمع في مصحف واحد في عهده صلىاللهعليهوآلهوسلم وإنّما بعد وفاته.
______________________
(١) القيامة ١٦ ـ ١٩.
(٢) أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي ، مجمع البيان ، ج ١٠ ص ١٧٥.