حفظ القرآن وكانوا الحافظين للقرآن أكثر من أن يحصون ، فكيف يمكن حصرهم في هؤلاء الأربعة أو الستّة دون غيرهم ؟! وحتّى لو أخذنا بالرواية الأولى مثلاً ، فلماذا دعا أبو بكر زيداً فقط لجمعه من العسب واللخاف ، ولم يدع أُبي وعبد الله ومعاذ ، وهم على قيد الحياة عند الجمع ؟!
وبجانب تعارض الروايات بعضها مع بعض ، أيضاً تتعارض أحاديث الجمع مع ما جاء في الآيات القرآنية ، فقد تحدّى الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم المشركين وأهل الكتاب على أن يأتوا بعشر سور مثله ، بل بسورة من مثله ، وهذا التحدّي دالّ على أنّ القرآن قد انتشر بين الناس بمن فيهم المشركين.
والقرآن سمي أيضاً بالكتاب ، وهذه التسمية دليل على أنّ القرآن مدوّن بين دفّتين في مصحف واحد ؛ لأنّ الحفظ في الصدور أو الكتابة في الأكتاف والرقاع لا تسمّى كتاباً.
كما أنّ أحاديث الجمع تتعارض مع إجماع
المسلمين ، فمن المجمع عليه عند المسلمين قاطبة أنهّ القرآن لا طريق لإثباته إلا التواتر ، في حين أنّ طريقة إثباته في الروايات المذكورة منحصر بشهادة شاهدين ، أو بشهادة رجل واحد إذا كانت تعدل شهادتين ، وعلى هذا فاللازم أن يثبت القرآن بالخبر الواحد أيضاً ، وهل يمكن لمسلم أن يلتزم بذلك ؟! وإذا كان الأمر