على المدينة والذي
بدوره يعطيه لزوجة الحسن حتّى لا يبقى في الأمة معارض له ، ويُتوّج جهوده الإعلامية والرشويّة فيصبح أميراً للمؤمنين وخليفة للمسلمين فياله من خليفة ويا لهم من مسلمين !! ويظهر معاوية حقيقته التي طالما سعى
لإخفاءها خوفا من شوكة الصحابة الأجلاّء وخوفا من السقوط. أما وقد فتك بالصالحين منهم واشترى ذمم الباقين (١)
، فلا بأس بالتعرّي وكشف السّوءة ، فيقول مجاهرا غير مستح قولته الشهيرة : « إنّي ما قاتلتكم لتصلّوا ولا لتحجّوا ولا لتصوموا ، لكنّي قاتلتكم حتّى أتأمّر عليكم !! » (٢). وما الصلاة وما الحجّ وما الإسلام أصلاً
أمام المُلك الّذي لبسه غصبا وأورثه ملكا عضوضا إلى بني أمية من بعده حتّى كاد الإسلام يعود أثرا بعد عين ، وحتّى وصل الأمر بأمراء بني أمية أن يضربوا الكعبة بالمنجنيق ، ويستبيحوا المدينة المنوّرة ، ويسخر الحجّاج بن يوسف من طواف المسلمين بقبر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
ومنبره ويقول : إنّما يطوفون بأعواد ورمّة ، وينصحهم بأن يطوفوا بقصر « أمير المؤمنين » عبدالملك بن مروان بالشام (٣). نعم ، ما كان أظلمها من صفحات في
تاريخنا الإسلامي ، فأبو ذر _____________________ ١)
كقتله للصحابي الجليل حجر بن عدي باعتراف أُمّ المؤمنين عائشة وباعترافه هو نفسه حيث كان يقول : الويل لي من حجر يكرّر ذلك ثلاثاً ، أنظر : البداية والنهاية لابن
كثير ٨ / ٤٩. أمّا
أكبر ذمّة لصحابي اشتراها معاوية فهي ذمة أبي هريرة.
٢) أنظر : البداية والنهاية لابن كثير ٨ / ١٣١.
٣) أنظر : الكامل للمبرد ١ / ٢٢٢ ، العقد الفريد لابن عبد ربه ٥ / ٣١٠.