قالت :
ـ « صرح بصحته غير واحد من الأعلام ، حتّى اعترف بذلك ابن حجر ، إذ أورده نقلاً عن الطبراني وغيره في أثناء الشبهة الحادية عشرة من الشبه التي ذكرها في الفصل الخامس من الباب الأول من الصواعق ، كما أن الطبراني كان قد أخرجه عن زيد بن أرقم حيث قال : خطب رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم بغدير خم تحت شجرات ، فقال : أيها الناس يوشك أن أُدعى فأجيب ( وكأنه قد نعى إليهم نفسه الزكية تنبيها إلى أن الوقت قد استوجب تبليغ عهده ، واقتضى الاذان بتعيين خليفة من بعده ، وأ نّه لا يسعه تأخير ذلك مخافة أن يدعى فيجيب قبل إحكام هذه المهمة التي لا بدّ له من إحكامها ، ولا غنى لأمته عن إتمامها ) ، وإني مسؤول وإنكم مسؤولون .. ».
قاطعتها قائلاً :
ـ « هنا الأمر يختلط بصحة التقدير الصعب؟ ».
ـ " أجل وذلك لأن عهده إلى أخيه كان ثقيلاً على أهل التنافس والحسد والشحناء والنفاق ، فأراد الرسول ومن قبل أن ينادي بذلك ، أن يتقدم في الاعتذار إليهم ، تأليفاً لقلوبهم وإشفاقاً من معرة أقولاهم وأفعالهم ، فقال : وإني مسؤول ، ليعلموا أنّه مأمور بذلك ومسؤول عنه ، فلا سبيل له إلى تركه. وقد أخرج الامام الواحدي في كتابه أسباب النزول بالاسناد إلى أبي سعيد الخدري ، قال : نزلت هذه الآية : ( يَا أيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا اُنزِلَ إلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) يوم غدير خم في علي بن أبي طالب ».
ـ « وبعد؟! ».
ـ « ولعله أشار بقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : وإنكم مسؤولون ، إلى ما أخرجه الديلمي وغيره