كما في الصواعق وغيرها ـ عن أبي سعيد أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : ( وَقِفُوهُمْ إنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ ) عن ولاية علي ، وقال الإمام الواحدي : إنّهم مسؤولون عن ولاية علي وأهل البيت ، فيكون الغرض من قوله : وإنكم مسؤولون ، تهديد إلى الخلاف لوليه ووصيه ».
ـ « تابعي الرواية؟ ».
ـ « .. فماذا أنتم قائلون؟ قالوا : نشهد أنك قد بلّغت وجاهدت ونصحت ، فجزاك اللّه خيراً ، فقال : أليس تشهدون أن لا إله إلاّ اللّه ، وأن محمّداً عبده ورسوله ، وأن جنته حق ، وأن ناره حق ، وأن الموت حق ، وأن البعث بعد الموت حق ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، وأن اللّه يبعث من في القبور؟ قالوا : بلى نشهد بذلك ».
كنت صامتاً مصغياً ، بينما طلعت نفسي تعلق بالقول :
ـ « يا هذا ، أريد أن أقول لك شيئاً ... تدبر هذه الخطبة؟ فمن تدبرها! وأعطى التأمل فيها حقه ، فعلم أنّها ترمي إلى أن ولاية علي من أصول الدين كما عليه الإمامية ، حيث سألهم أولاً فقال : أليس تشهدون أن لا إله إلاّ اللّه ، وأن محمّداً عبده ورسوله؟ إلى أن قال : وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، وأن اللّه يبعث مَن في القبور ، ثُمّ عقب ذلك بذكر الولاية ليعلم أنّها على حد تلك الأمور التي سألهم عنها فأقروا بها ، وهذا ظاهر لكُلّ من عرف أساليب الكلام ومغازيه حتّى صار يفهم مدلولاته ليدخل بعد ذلك في عداد أولي الأفهام ».
وكنت مشدوداً إلى ما تقول حتّى وجدتها تتابع الرواية وهي تقول :
ـ « قال : اللهم اشهد ، ثُمّ قال : يا أيها الناس إنّ اللّه مولاي وأنا مولى المؤمنين ، وأنا أولى بهم من أنفسهم .. ».