لا عن جدارة سعي ، أو شدة بأس كانت قد جدّت في طلبه من استقت نورها من حيث استسقته ، وما ظننت عندها إلاّ أنها قد سقيت نور النور ، غير أنّها ما كانت قد سقيت إلاّ إنعكاسه .. وطبيعي أن من يقصد العاكس للنور ، سيقصد الجهة المخالفة للحق بالتأكيد ، وبشكل يقطع بحاصل رياضي ، مئة بالمئة .. لأنك إن اعتقدت أن القمر هو مركز الاشعاع والنور ، فإنّك ما كنت إلاّ لتنفي عن الشمس ضوءها ، وبالتالي تعدم وجودها من أصله .. وإن اعتقدت بمثله ستحذو طريقاً يوصلك إلى جهة القمر. ولما كان القمر يطلع عليك في ليل يرخي سدوله على جانب الأرض التي أشاحت به عن الشمس .. لذا ، فإنّك إن تقفّيت آثار القمر ، ما كنت لتتقفى إلاّ آثار الجهة المخالفة للجهة الحقيقة التي ينصب منها سيل الضوء ، وينبع منها شعاع النور الحقيقي .. ذلك أنّ القمر ما كان إلاّ عاكساً. فما كان آباؤنا إلاّ عاكسين للأضواء الإلهية ، غير أن لنا أن نتساءل ، هل يحق لنا أن نعتبرهم المصدر الحقيقي لهذا الضوء. سيكون الجواب كما صرحت ، فإنّهم وسيلة تعكس ما يتلقونه ليس إلاّ .. ومتى سيكون عليك النهوض بمهام جديدة تختلف عن سابقاتها ، ذلك حين تدلك بأنّ القمر لا يعكس من ضوء الشمس إلاّ بنسبة ٧% من الضوء الذي يتلقاه منها. لذا ما كان ليصل إلى القمر ، فهو لا ينعكس كُلّه ، فإنّ ما كان له أن يصل إليهم ، ربما ما كان لهم أن يعوه ذلك الوعي .. أو كان يقلد لهم فهم على ما ينبغي ، أو يتيسر لهم التقاطه أجمع ، وامتصاص كُلّ ما له أو أنّه يصل إلى سطوح ادمغتهم ، ويلامس حنايا قلوبهم ، لأنّ لهم إمكانيات محدودة وطاقات معينة و .. ».
ـ « إذن ، فإنّي لا ألومك على ما تحمل من أفكار لأ نّي لا ألومك ، كذلك على ما تحمل من عقلية .. غير أنّي أكاد التقط منك ضياءات حسية تكاد