تسعفني في حربي الضروس هذه ، وأكاد أحتمل ما أحتمله وبشق الأنفس حتّى أصير أعبّ من هذه الأنوار المنطقية التي تحملها. ولربما حسب ما تدّعيه من أن ضوء القمر لا يعكس سوى ٧٠% مما يقع على سطحه من ضوء الشمس ».
قاطعته :
ـ « إنّي أنا لا أدعي ذلك ، إنّما العلم هو الذي يحكي هذا ».
أضاف وهو يستدرك كلامه ، ومن دون أن يعلق على تنويهي ، فقال :
ـ « كذلك ، أعتبرت نفسي مثل هذا القمر حينما يتلقط ضوء الشمس الواقع عليه .. فإنّي صرت التقط من لسانك ما يعين عقلي على مجاراة علميتك ومضارعة أسباب أدلتك العقلية واستنتاجاتك المنطقية ».
ـ « لذا ، فأنت تعترف بأنّ آباءنا كانوا يعكسون ما يعكسون بالمقدار الذي تطوفه خلايا مخاخهم ، وما يعد بالتالي عمّا تعكسه قدراتهم التي رزقهم اللّه ومنحهم إياها دون إذن يكون لهم أيّما سبب في عكس هذه الـ ٧% .. ولو كان بوسعهم أن يعكسوا أكثر من هذا ، لكانوا قد فعلوا ، وإن اللّه لا يكلف نفساً إلاّ وسعها .. ».
قاطعته أنا الآخر هذه المرة :
ـ « وإذن ، أنت الآخر صرت تغذوني بالادلة التي صرت أتحسس لونها ، وأتشمم رائحتها ، بل أتفقد طعمها وأستذوقه ، ومن حيث لا تشعر .. فإنّك كذلك تدين نفسك بنفسك .. ولا تريد أن تصبح كهذه الأرض التي تتحرك أنت على سطحها ».
ـ « ولماذا أصبح كهذه الأرض ، إنك تثيرني بهذه الأعاجيب من الأجوبة التي لا أكاد أظن بأنك تعتقد بها داحضة لاغمة .. ».