ـ « أعذرني ، ولكن من دون مقايسة ما بين الدين والتشبيه ، فإنّ أبو لهب عرض على رسول اللّه حتّى عرض عليه الآخير الدخول في دين الإسلام ، إن يخبره في التعصب لواحدة مما يعبدها أبو لهب نفسه من بين الآلهة التي يعبدها المشركون من قريش ، أما مناة ، أو اللاة ، أو العزّى .. فلو كان ليختار الرسول من يعبده أبو لهب ، لقبل الآخر عرضه ، ولتحزب له ولعاضده .. إلاّ أنّه لما يدعوه إلى هذا الدين الجديد ، فإنه ليسوؤه مثل هذا الأمر ، كأشد ما يسؤه حتّى يعلن له العداوة صريحاً ».
ـ « أتقارن مذاهبنا الأربعة بأصنام المشركين من قريش؟ ».
ـ « لا ، قلت لك ، لم أعن ذلك أبداً .. ولكني عنيت وجه الشبه ، وإني لأقسم ، لو كان لقاسم ان يتنصر ، ويصبح مسيحياً ، ويرتد عن دين الإسلام لما كان لك أن تظهر ما تظهره الآن .. وهذا لا يعني إلاّ التعبير عما تكنّه في أنفسنا من عداء للشيعة والتشيع ليس إلاّ .. ذلك لأ نّه وفي نظرنا أن الشيعة أخطر على الإسلام من المسيحية واليهودية ، وهو علينا الخطأ الشنيع بنظري .. ».
ـ « اسمع يا هذا ، إنّي لا احتمل منك أن تحدثني كذلك ».
عندها طفق مازن ينقل بخط لسانه الذي ألجمه طوال حديثي مع نبيل ، وقال مشيراً إلى نبيل أن يسكت ، وقال :
ـ « أظنني الآن أمام شخص يصعب التكهن بما يعتقد .. وهو بنظري أخطر على المرء من قاسم وغيره ».
ـ « لماذا يا أخ ، أرَاوَدك الشك في عقيدتي ، فلو كنت أغير ، فإنّي ما كنت لانتظر لحظة واحدة ، ولا كنت لأتردد في الاعلان عن صدق دعوتي في التشيع. إلاّ أنّي وكما قلت من قبل قد غدوت على الاعراف .. مع أنّي ما زلت