أتعبد على مذهبي ، وأحنّ إلى مذهبي ، وأقول في نفسي : ليتني أجد من يشاطرني العزاء ، ويصنع مذهباً يجمع بين المذهب الشيعي والسني ، فأريح واستريح من هذا العناء ».
فقال مازن :
ـ « هذا محال ، لا يمكن الجمع بين الخط الأبيض والأسود ».
ـ « ولماذا ، فما كان الفجر إلاّ كذلك؟ ».
عندها سكت ، ليعلن نبيل عن فكرة أُخرى :
ـ « هذا لا يمكن .. ».
ـ « لماذا؟ ».
ـ « لأ نّه لو كان أن يجتمع العالم كذلك ، كان للمسيحي واليهودي أن يفكرا قبلنا ، في هذا الأمر ».
ـ « إنك تقلقني بعصبيتك الساذجة هذه ، إنّ المسلمين وحدة واحدة ، وما كانت مشاريع التقريب بين المذاهب إلاّ كذلك .. ».
ـ « إنّ هذه المشاريع ما هي إلاّ مداراة وتضييع للوقت ».
ـ « يجب علينا أن نتآلف مع بعضنا البعض ، ذلك أن دينهم واحد ورسولهم واحد. بينما ما قلت أنت فإن ما كان صاحب المسيحيين واليهود ، إلاّ أثنين من الرسل ، وما كانت شرعتهما إلاّ من ضمن الشرع البائدة والمنسوخة دون الإشارة فيها إلى عدم صحتهما .. لأنّ موسى وعيسى عليهماالسلام ما كانا إلاّ مسلمَين ، غير أنّي عنيت أنّ زمانهما أنقضي ، ما كان للعالمين إلاّ أن يذعنوا لدين محمّد ».
ـ « هذا صحيح ، لا شك فيه ، ولكن .. ».